صفحة رقم ٤٥٦
البروق الإلهية والنفخات القدسية والمواهب الملكوتية لأنها اللمعان كما قال صلى اله عليه وسلم فيما رواه الطبراني عن محمد بن مسلمة رضي الله عنه :( إن لربكم أيام دهركم نفحات، ألا فعترضوا له ) الحديث. وليس المانع من نزولها في كل قلب إلا عدم القابلية من بعضها لتراكم الظلمات فيها من صداء المخالفة ودين الإعراض والغفلة، فيكون بذلك كالمرايا الصديئة لا تقبل انطباع الصور بها، قال تعالى :( وهدى ( إلى الحق لأنه نور عظيم يقود صاحبه - ولابد - إلى الطريق الأقوم، وهذا للصديقين وهو الحقيقة.
ولما كان هذا النور إذا زاد عظمه وانتشر غشراقه يفيض - بعد الوصول إلى هذه الدرجات الوحانية والمعارج الربانية - على أرواح الناقصين فيض النور من جوهر الشمس على أجرام العالم فينير كل قابل له مقبل عليه، قال تعالى :( ورحمة ) أي إكرام عظيم بالإمامية بالغ في الكمال والإشراق إلى حد لا مزيد عليه، وهذا للأنباء عليهم السلام ؛ ولما كان لا ينتفع بأنوارهم إلا من توجه إليهم، ثم إن الانتفاع بهم يتفاوت بتفاوت درجات التوجه إليهم والإقبال عليهم، قال :( للمؤمنين ( الذين اتبعوه وهم راسخون في التوجه إلى المرشدين والاستسلام لهم فكان ذلك سبباً لنجاتهم - أشار إلى هذا الإمام وقال : فهذه درجات عقلية ومراتب برهانية مدلول عليها بهذه الكلمات الأربع القرآنية على وجه لا يمكن تأخير شيء منها عن موضعه ولا تقديمه، وهذا بخلاف ما نسبوه إليه ( ﷺ ) من السحر فإنه داء كله وضلال يجر غلى الشقاء، والموعظة : إبانة تدعو إلى الصلاح بطريق الرغبة والرهبة، والوعظ ما دعا إلى الخشوع والنسك وصرف عن الفسوق والإثم ؛ والشفاء : إزالة الداء، وداء الجهل أضر من داء البدن وعلاجه أعسر وأطباؤه أقل، والشفاء منه أجل ؛ والصدر : موضع القلب، وهو أجل موضع في الحي لشرف القلب ؛ والهدى : بيان عن معنى يؤدي إلى الحق، وهو دلالة تؤدي إلى المعرفة ؛ والرحمة : نعمة على المحتاج.


الصفحة التالية
Icon