صفحة رقم ٥٠
ولما نسبوه أولاً إلى الضلال وهوقد يكون خطأ عن ذهول ونحوه، فأقام لهم الدليل على أنه على الصواب، أخبر أنه لم يتسبب عن ذلك إلا تصريحهم بمكا لوحوا إليه أولاً بالضلال من التكذيب فقال :( فكذبوه ) أي الملأ وتبعهم من دونهم ؛ ولما تسبب عن تكذبيهم له تصديق الله لهم بإهلاكهم وإنجائه ومن آمن به، قال مقدماً لأنجائه اهتماماً به :( فأنجيناه ( بما لنا من العظمة من أهل الرض كلهم ومن عذابنا الذي اخذناهم به :( والذين معه ) أي بصحبة الأعمال الدينية ) في الفلك ( وهو السفينة التي منّ الله على الناس بتعليمه عملها لتقية من الطوفان فكانت آية ومنفعة عظيمة لمن أتى بعدهم ) واغرقنا ) أي بالطوفان، وهو الماء الذي طبق ظهر الرض فلم يبق منها موضعاً حتى أحاط به، واظهر موضع الإضمار تعليقاً للفعل بالوصف إشارة إلى ان من فعل مع الرسول شيئاً فلإنما فعله مع مرسله فهو يجازيه بما يستحقه فقال :( الذين كذبوا بآيتنا ) أي وهي من الظهور في حد لا خفاء به لما لها من العظمة بالنسبة إلينا، وعدي هنا فعل النجاة بالهمزة وهي الأصل في التعدية وقرنت ب ) الذين ( لأنه أخلص الموصولات واصرحها ولما أعيدت القصة في سورة يونس عليه السلام، كان الأليق بكلام البلغاء والأشبه بطرائق الفصحاء التفنن في العبارة، فعدي التضعيف مع ما فيه من الأبلغية بإفهام مزيد الاعتناء مناسبة لما تقدم من مزيد الفويض في قوله
٧٧ ( ) فاجمعوا أمركم وشركاءكم ( ) ٧
[ يونس : ٧١ ] وتلاب ) من ( ضماً للفرع فإن ) من ( مشترك بين الوصول والشرط، وهي أيضاً قد تطلق على ما لا يعقل، فناسب ذلك الحال، وزيدهناك في وصف الناجين
٧٧ ( ) وجعلناكم خلائف ( ) ٧
[ يونس : ١٠ ] نظراً إلى قوله تعالى في في أول السورة لآ
٧٧ ( ) ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا ( ) ٧
[ يونس : ١٣ ] فلوح لهم بالأهلا إن ظلموا، ثم أشار لهم - في قصة نوح عليه السلام بكونه أعلمهم أن الخلائف هم الناجون الباقي ذكرهم وذريتهم - إلى أنه تفصيل عليهم بالتوفيق إلى الإجابة ورحمهم بهذا النبي الكريم - عليه أفضل الصلاة والتسليم - فقضى أنهم غيلار مهلكين ولما افتتحت القصة بنسبتهم له إلى الضلال باطلاً وهو ناشىء عن عمى البصيرة أو البصير، ناسب ان يقلب الأمر عليهم على وجه الحق فقال مؤكداً لإنكارهم ذلك ) إنهم كانوا ( اي لما جبلتهم من العوج ) قوماً عمين ) أي مطبوعين في عمى القلب مع قوتهم يحاولون، ثابت لهم ذلك، بما أشار إليه فعل دون أن يقال فاعل، وختمت القصة في يونس بقوله
٧٧ ( ) فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ( ) ٧
[ يونس : ٧٣ ] لقوله