صفحة رقم ٥٩
اجتمع لها ناس منهم فرماها أحدهم بسهم وضرب ىخر قوائمها بالسيف ونحرها آخر فاطلق اسم السبب على المسبب، ولكن قوله تعالى :
٧٧ ( ) فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقره ( ) ٧
[ القمر : ٢٩ ] وقوله
٧٧ ( ) إذا انعث اشقاها ( ) ٧
الشمس : ٩١ ] وقوله ( ﷺ ) ( انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في قومه ) قالوا : هو قدار بن سالف، جعلت له امرأة من قومه ابنتها إن عقرها، ففعل فكان أشقى الأولين، وأشقى الاخرين عبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، جعلت له قطام امرأة من بني عجل جميلة نفسها إن قتله، فالمناسبة بينهما أن كلاّ منهما ألقى نفسه في المعصية العظمى لأجل شهوة فرجه في زواج امراة، وقوله ( ﷺ ) ( اشقى الأولين عاقر الناقة ) يدل على أن عاقرها رجل واحد، وحينئذ يكون المراد به قطع القوائم، فحيث جمع أراد الحقيقة والمجاز معاً، وحيث أفراد ألااد الحقبقة فقط، فالتعبير به لأنه الصل والسبب الأعظم في ذبح الإبل ؛ قال البغوي : قال الأزهري : العقر هو قطع عرقوب البعير، ثم جعل النحر عقراً لأن ناحر البعير يعقره ثم ينحره - انتهى.
وكأن هذا إشارة إلى أن المراد بالعقر في كلامه النحر، ولا ريب في أن أصل العقر في اللغة القطع، ومادته تدور على ذلك، عقر النخلة، إذا قطع راسها فيبست، والفرس : ضرب قوائهما بالسيف وأكثر ما يستعمل العقر في الفساد، وأماالنحر فيستعمل غالباً في الانتفاع بالمنحور لحماً وجلداً وغيرهما، فلعل التعبير به دون النحر إشارة إلى أنهم لم يقصدوا بنحرها إلا إهلاكهاعتواً على الله وعناداً وفعلاً للسوء مخالفة لنهي صالح عليه السلام، ولا يشكل ذلك بما ورد من أنهم اقتسموا لحمها، لأنه لم يدع أن العقر يلزمه عدم الانتفاع بالمنحور، وعلى التنزيل فهم لم يريدوا بذلك الانتفاع باللحم، وإنما قصدوا - حيث لم يمكنهم المشاركة جميعاً في العقر - ان يشتركوا فيما نشا عنه تعريضاً برضاهم به ومشاركتهمفيه بما يمكنهم ) وعتوا ) أي تجاوزوا الحد في الغلطة والتكبير ) عن أمر ( اي امتثال امر ) ربهم ) أي المحسن أي المحسن إليهم الذي اتاهم على لسان رسوله من تركها ) وقالوا ( زيادة في العتو ) ياصالح ائتنا ( ولما نزلوا وعيدهم له - حيث لم يؤمنوا به - منزلة الوعد والبشارة قالوا :( بما تعدنا ( استخفافاً منهم ومبالغة في التكذيب، كانهم يقولون : نحن على القطع بانك لا تقدر أن تأتينا بشيء من ذلك، وإن كنت صادقاً فافعل ولا تؤخره رفقاً بنا وشفقة