صفحة رقم ٦٦
فقال :( ولا تبخسوا ) أي تنقضوا وتفسدوا كما أفسد البخسة ) الناس أشياءهم ) أي شيئاً من البخس في كيل ولا وزن زلا غيرهما، والناس - قال القاموس - يكون من افنس ومن الجن جمع إنس أصله أناس جمع عزيز أدخل عليه : أل ( وقال أبو عبد الله القزاز : الماس أصله عند البصريين أناس، ثم أدخلوا اللف واللام على ذلك وحذفوا الهمزة وبقي الناس، وكان أصله فعال من : أنست به، فكانه قيل : أناس - يعني على القلب، قال : لأنه يؤنس إليهم - انتهى.
إذا علم هذا علم أن نهيه ( ﷺ ) عن بخس الجمع الذين فيهم قوة المدافعة نهى عن بخس الواحد من باب الأخرى لأن الشرائع إنما جاءت بتقوية الضعيف على حقه.
ولما نهى عن الفساد بالبخس، عم كل الفساد فقال :( ولا تفسدوا ) أي توقعوا الفساد ) في الأرض ( بوضع شيء من حق الحق أو الخلق في غيره موضعه ؛ ولما نهاهم عن هذه الرذائل، ذكر بنعمة الله تاكيداً للنهي بما في ذلك من التخويف وحثاًُ على التخلق بوصف السيد فقال :( بعد إصلاحها ) أي إصلاح الله لها بنعمة الإيجاد الول بخلقها وخلق منافعها وما فيها على هذا النظام البديع المحكم ثم بنعمة الإبقاء الول بإنزال الكتب وإرسال الرسل ونصب الشرائع التي بها يحصل النفع وتتم النعمة بإصلاح أمر المعاش والمعاد بتعظيم أمر الله والشفقة على خلق الله، ويجمع ذلك كله التنزه عن الإساءة ولما تقدم إليهم بأمر والنهي، أشار إلى عظمة ما تضمنه ذلك حثاً لهم على امتثاله فقال :( ذلكم ) أي الأمر العظيم العالي الرتبه مما ذكر في هذه االقصة ) خير لكم ( ولما كان الكافر ناقص المدراك كامل المهالك، أشارإلى ذلك بقوله :( إن كنتم مؤمنين ) أي فلا تفسدوا أو فأنتم تعرفون صحة ما قلته، وإذ عرفتم صحته عملتم به، وإذا عملتم به أفلحتم كل الفلاح، ويجوز - وهوأحسن - أن يكون التقدير : فهو خير لكم، لأن المؤمن يثاب على فعله لبنائه له على أساس الإيمان، والكافر أعماله فاسده فلا يكون فعله لهذه الأشياء خيراً له من جهة إسعادة في الآخرة لأنه لا ثواب له.
ولما تقدم إليهم بالأمر والنهي، أشار إلى عظمة ما تضمنه ذلك حثا لهم على امتثاله فقال ) ذلكم ) أي الأمر العظيم العالي الرتبة مما ذكر في هذه القصة ) خير لكم ( ولما كان الكافر ناقص المدارك كام المهالك، أشار إلى ذلك بقوله ) إن كنتم مؤمنين ) أي فلا تفسدوا أو فأنتم تعرفون صحة ما قلته، وإذا عرفتم صحته عملتم به، وإذا علمتم به أفلحتم كل الفلاح، ويجز - وهو أحسن - أن يكون التقدير : فهو خير لكم / لأن المؤمن يثاب على فعله لبنائه له على أسا الإيمان، والكافر أعماله فاسدة فلا يكون فعله لهذه الأشياء خيرا له من جهة إسعاده في الآخرة لأنه لا ثواب له.
الأعراف :( ٨٦ - ٨٧ ) ولا تقعدوا بكل.....
) وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مَّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ( ( )
ولما كان للتعميم بعد التخصيص والتفصيل بعد الإجمال من الموقع في النفوس