صفحة رقم ٩
العظمة ) غائبين ) أي مطلقاً ولا عن أحد من الخلق بل علمنا شامل لجميع الكليات والجزئيات لأن ذلك مقتضى العظمة ما لنا من صفات الكمال، ومن لم يكن محيط العلم بأن يميز المطيع من العاصي لا يصح أن يكون إلهاً
الأعراف :( ٨ - ١١ ) والوزن يومئذ الحق.....
) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِّنَ السَّاجِدِينَ ( ( )
ولما تقدمت الإشارة بقوله تعالى ) ) وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ( ) [ الأنعام ١٥٢ ] الآية إلى المساواة الحقيقية في الميزان معجوز عنها وأنه أبعد المقادير عن التساوي، والنص في قوله تعالى ) ) ومن جاء بالسئية فلا يجزى إلابمثلها ( ) [ الأنعام : ١٦٠ ] على قدرة القدير على ذلك وختم الآية السالفة بإحاطة العلم على الوجه الأبلغ المقتضي لذلك على أعلى الوجوه، أكد الأمر أيضاً وقصره على علمه هناك فقال ) والوزن ( يزان حقيقي لصحف الأعمال أو للاعمال أنفسها بعد تصويرها بما تستحقه من الصور أو بغير ذلك أن يقذف الله في القلوب العلم به، ولعله حال من نون العظمة في الاية التي قبلها، أي إنا لا نكتفي بما نقص بل نزنه فيصير بحيث يظهر لكل أحد أنه على غاية ما يكون من التساوي ؛ قال أبو حيان وعلي بن الحسن النحوي الأصفهاني في إعرابه :( الوزن : مبتدأ ) يومئذ ( ظرف منصوب به ) الحق ( خبر المبتدأ، زاد الصفاني فقال : واستضعف إعمال المصدر وفيه لام التعريف وقد ذكرنا أنه جاء في التنزيل ) ) يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ( ( - انتهى أي والوزن في ذلك اليوم مقصور على الحق، يطابقه الواقع حقيقية لا فضل فيها أصلاً ولا ولا يتجاوز الوزن في ذلك، فتحرر أن مقصود السورةالحث على اتباع الكتاب، وهويتضمن الحث على اتباع الرسول والدلالة على التوحيد والقدرة على البعث ببيان الفعال الهائلة في ابتداء الخلق وإهلاك الماضيم إشارة إلى أن من لم يتبعه ويوحد - من غنزاله على هذا الأسلوب الذي لا يستطاع، والمنهاج الذي وقفت دونه العقول والطباع، لما قام من الدلة على توحيده بعجز من سواه عن أقواله وأفعاله - أوشك أن يعالجه قبل يوم البعث بعقاب مثل عقاب الأمم السالفة والقرون الخالية مع ما ادخر له في ذلك اليوم من سوء المنقلب وإظهار اثر الغضب