صفحة رقم ٢٩
المرامي ؛ ومن حسن النظر : أرديت على الخمسين : زدت، لأنه يلزم حسن النظر الزيادة، وأراد الشيء على غيره، أي ربا عليه، وسيأتي بيان المهموز من هذه المادة في
٧٧ ( ) سنراود ( ) ٧
[ يوسف : ٦١ ] من هذع السورة إن شاء الله تعالى ) وغلقت ) أي تغليفاً كثيراً ) الأبواب ( زيادة في المكنة، قالوا : وكانت سبعة ؛ والإغلاق : إطباق الباب بما يعسر معه فتحه ) وقالت هيت ) أي تهيأت وتصنعت ) لك ( خاصة فأقبل إليّ وامتثل أمري ؛ والمادة - على تقدير إصالة التاء وزيادتها بجميع تقاليبها : يائية وواوية مهموزة وغير مهموزة - تدور على إرادة امتثال الأمر : هيت لك - مثلثة الآخر وقد يكسر أوله، أي هلم، وهيت تهييتاً : صاح ودعاه، وهات - بكسر التاء أعطني - قال في القاموس، والمهاياة مفاعلة منه، والهيت : الغامض من الأرض، كأنه يدعو ذا الهمة إلى إلى الوقوف على حقيقته، والتيه - بالكسر : الكبرياء والصلف، فالتائه داع بالقوة إلى امتثال أمره، والمفازة، فإنها تقهر سالكها، والضلال من المفارزة - تسمية للشي باسم موضعه، ومنه : تها - بمعنى غفل، ومنه : مضى تهواء من الليل - بالكسر، أي طائفة، لأنها محل الغفلة، أو لأنها تدعو ساهرها إلى النوم ونائمها إلى الانتباه، وهذا على تقدير إصالة التاء، وأما على تقدير أنها زائدة فهاءَ بنفسه إلى المعالي : رفعها، فهو يراه أهلاً لأن يمتثل أمرها، والهوء : الهمة والأمرالماضي، والهو أيضاً : الظن، ويضم، وهؤت به : فرحت، ولا يكون ذلك إلاّ لفعل ما يشتهي، فكأنه دعاه إلى رؤيته، وتهيأ للشيء : أخذ له هيئته، فكأنه صار قابلاً للأمر، أو لأن يمتثل أمره، وهيأه : أصلحه، والهيء - بالفتح والكسر : الدعاء إلى الطعام والشراب ودعاء الإبل للشرب، وإيه - بكسر الهمزة : كلمة استزاده واستنطاق، وبإسكان الهاء : زجر بمعنى حسبك، وهأهأ : قهقه في ضحكه، ولا يكون ذلك إلا بمن امتثل مراده.
ولما قالت ما قالت وفعلت ما فعلت، مع ما هي عليه من القدرة في نفسها ولها عليه من التسلط وهو عليه من الحسن والشباب، كان كأنه قيل : إن هذا لموطن لا يكاد ينجو منه أحد، فماذا كان منه ؟ فقيل :( قال ) أي يوسف مستعملاً للحكم بالعلم ) معاذ ) أي أعوذ من هذا الأمر معاذ ) الله ) أي ألزم حصن الذي له صفات الكمال وهو محيط بكل شيء علماً وقدرة، وملجأة الذي ينبغي الاعتصام به واللجاء إليه ؛ ثم علل ذلك بقوله :( إنه ) أي الله ) ربي ) أي موجدي ومدبري والمحسن إليّ في كل أمر، فأنا


الصفحة التالية
Icon