صفحة رقم ٤٧
الظرف فقال :( في رؤياي ( ومنعهم من الكلام بغير علم بقوله :( إن كنتم للرؤيا ) أي جنسها ) تعبرون ( وعبارة الرؤيا : تأويلها بالعبور من علنها إلى سرها كما تعبر، من عبر النهر - أي شطه - إلى عبره الآخر، ومثله أولت الرؤيا - إذا ذكرت مالها ومرجعها المقصود بضرب المثال.
والمادة - بتراكيبها الستة : عرب، وعبر، ورعب، وربع، وبعر، وبرع - تدور على الجواز من محل إلى محل ومن حال إلى حال، وأكثر ذلك إلى أجود، فالعرب سموا لأن مبنى أمرهم على الارتحال لاستجادة المنازل، وأعرب - إذا أفصح، أي تكلم بكلام العرب فأبان عن مراده، أي أجازه من العجمة والإبهام إلى البيان، وأعرب الفرس - إذا خلصت عربيته، فكأنه جاز مرتبة الهجن إلى العرب، وكذا الإبل العراب، والعروبة : يوم الجمعة - لعلو قدرها عن بقية الأيام، والعروب : المرأة الضاحكة العاشقة لزوجها المتحببه إليه المظهرة له ذلك، وهي أيضاً العاصية لزوجها - لأن كل ذلك أفعال العرب، فهم أعشق الناس وأقدرهم على الاستمالة بالكلام العذب، وهم أعصى الناس وأجفاهم إذا أرادوا، والعرب - ويحرك : النشاط - لأنه انتقال عن الكسل، وقد عرب - كفرح - إذا نشط وإذا ورم، لأن الوارم يتجاوز هيئة غيره، وعربت البئر : كثر ماءها فارتفع، وعرب - كضرب : أكل، والعربة، محركة : النهر الشديد الجري، والنفس - لكثرة انتقالها بالفكر، والعربون : ما عقد به المبايعة من الثمنم فنقل السلعة من حال إلى حال، واستعربت البقر : اشتهت الفحل، إما من العروب العاشقة لزوجها، وإما لنقل الشهوة لها م حال إلى أخرى، وتعرب : أقام بالبادية، مع الأعراب الذين لا يوطنون مكاناً، وإنما هم مع الربيع، وعروباء : اسم السماء السابعة - لارتفاعها عن جميع السماوات، فكأنها جازت الكل، ولأن حركتها حركة للكل، والعرب - بالكسر : يبيس البهمي، لأنه صار أهلاً للنقل ولو بتطيير الهواء، والعربي : شعير أبيض سنبله حرفان - كأنه نسب إلى العرب لجودته، والإعراب : إجراء الفرس ومعرفتك بالفرس العربي من الهجين - لانتقال حال الجهل بذلك إلى حال العلم، وأن لا يلحن في الكلام - كأنه انتقل بذلك من العجمة إلى العربية، وعرب الرجل - بالكسر - إذا أتخم، وكذا الفرس من العلف، ومعدته : فسدت، وجرحه : بقي به أثر بعد البرء، كل ذلك ناقل من حال إلى غيرها، والتعريب : تهذيب المنطق من اللحن - كأنه رفع نفسه إلى العرب، وقطع سعف النخل - لأنه نقلها عن حالها إلى اصلح منه، وأن تكون الدابة على أشاعرها ثم تبزع بمبزع، والتعريب أيضاً والإعراب : ما قبح من الكلام، وتقبيح قول القائل كأنه حكم بزوال عربيته، وهما أيضاً الرد عن القبيح، وذلك إدخاله في خصال العرب التي هي