صفحة رقم ٥١٥
أمرهم عند المخالفين أولا - كما تشير إليه الكاف - ضعيفا مع شدة انفتاح كما كان حال النبي ( ﷺ ) أول ما دعا، فإنه اشتهر أمره ولكنه كان ضعيفا بإنكار قومه إلا أنهم لم يبالغوا في الإنكار، ثم يصير الأمر فيا، ائل العراك - كما تشير إلأيه الهاء - إلى استقال، ثم يزداد بتمالؤ المستكبرين عليهم ضعفا وخفاء، وإلى هذا تشير قراءتها بالإمالة، ولا بد مع ذلك من نوع ظهور - كما يشبر إليه انفتاح الهاء وإليه تشير قراءة الفتح، وهذا كما كان النبي ( ﷺ ) حين صرح بسب آلهتهم وتسفيه أحلامهم وتضليل آبائهم فقاموا عليه إلبا واحدا، فهاجر أكثر الصحابة رضي الله عنهم إلى الحبشة، وخاف أبو طالب دهماء العرب فقال قصيدته اللامية يفي ذلك، وتمادى الحال حتى ألجاتهم قريش إلأى الشعب، وتكون في وسط أمرهم - كما تشير إليه الياءوقراءتها بالفتح، لهم قوة مع رخاوة واشتهار واستفال، وهو الأغلب عليهم ظاهرا كما تشير إليه قراءة الإمالة، فيكون ذلهم من وراء عز وعزهم في ثوب ذل، يعرف ذلك من عاناه، ونظر إليه بعين الحقيقة واجتلاء، وهذا كما كان عند قيام من قام من قريش يفي نقض الصحيفة الظالمة وإخراجهم من الشعب، ثم عند موت خديجة رضي الله عنها وأبي طالب، وخرج ( ﷺ ) إلى الطائف فردوه - بأبي هو وأمي ونفسي وودلدي وعيني، فلما قرب من مكة المشرفة لم يستطع دخولها بغير جوار، فاختفى في غار حراء وأرسل إلى من يجيره، ثم أرسل حتى أجاره المطعم بن عدي، ولبس السلاح هو من أطاعةى وأدخله ( ﷺ ) حتى طاف بالبيت، ثم قضى سبحانه أن قتل المطعم في بدر كافرا، بعد اجتهاد النبي ( ﷺ ) في سلامته والإيصاء به أن لا يقتل - ليعلم أنه سبحانه مختار في عموم رحمته وخصوصها، لئلا ييأس عاص أو يأمن طائع، ثم إذا علا أمرهم عن الوسط صاعدا قوي - كما تشير إليه العين، فصار بين الشدة والرخاوة، وفيه انفتاح بشهرة مع استفال في بعض الأمر كما كان حاله ( ﷺ ) عند مبايعة الأنصار رضوان الله عليهم، وأما آخر أمرهم فهو وإن كالن فيه نوع من الضعف، وضرب من الرخاوة واللين كما كان في غزوة حنين والطائف، فإنه تعقبه قوة عظيمة بالإطباق، واستعلاء واشتهار يملأ الآفاق، كما يشير إليه الصغير - هذا في أهل الله عامة المذكورين في هذه السورة وغيرهم، وأما ما يخص عيسى عليه الصلاة والسلام الذي هو صورة سورتها ومطمح إشارتها وسيرتها فجعل الحروف اللسانية من هذه الحروف أغلبها ثلاثة أحرف منها إشارة إللا أن إبراهيم عليه السلام بما أعطى في نفسه وفي ذريته ولسان الصدق المذكور به هو لسان هذا الوجود، وأن دولة آله الذين عيسى عليه السلام من أعيانهم هي وسط هذا الوجود حقيقة وخيارا، فموسى عليه السلام أو أصحاب شرائعهم بمنزلة القاف التي هي من أقصى اللسان وله حظ كبير


الصفحة التالية
Icon