صفحة رقم ١٤٣
عليه ورضي عنهم - للكفرة من بني عمهم : عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة، في غزوة بدر - أولى الناس بهذه الآية لما روي في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه ( أنه كان يقسم أنها نزلت فيهم، ولذلك قال رضي الله عنه : أنا أول من يحثو بين يدي الرحمن عز وجل يوم القيامة للخصومة ) أخرجه البخاري في صحيحه، ولعله رضي الله عنه أول الثلاثة، قام لمنابذتهم النبي ( ﷺ ) فإنه كان اشبّهم.
ولما ذكر خصومتهم وشرطها، ذكر جزاءهم عليها في فصل الأمر الذي قدم ذكره، وبدأ بالترهيب لأن الإنسان إليه أحوج فقال :( فالذين كفروا ( منابذين لأمر ربهم ) قطعت ( تقطيعاً لا يعلم كثرته إلا الله، بأيسر أمر ممن لا أمر لغيره ) لهم ( الآن وهيئت وإن وافقوا مراد ربهم بمخالفتهم أمره ) ثياب من نار ( تحيط بهم وهي على مقاديرهم سابغة عليهم كما كانوا يسلبون الثياب في الدنيا تعاظماً وتكبراً حال كونهم ) يصب ( إذا دخلوها ) من فوق رؤوسهم الحميم ) أي الماء الحار حرارة لا يدري مقدارها إلا بالذوق - أعاذنا الله منه، واستأنف الإخبار عنه بقوله :( يصهر ) أي يذاب، وأصله المخالطة الشديدة ) به ( من شدة الحرارته ) ما في بطونهم ( من شحم وغيره ) والجلود ( فيكون أثره في البطن والظاهر سواء ) ولهم مقامع ( جمع مقمعة بكسر ثم فتح، وهي عمود حديد يضرب به الرأس والوجه ليرد المضوب عن مراده رداً عنيفاً، ثم نفى المجاز بقوله :( من حديد ( اي يقمعون بها ) كلما أرادوا ) أي كلهم فالبعض بطريق الأولى ) أن يخرجوا منها ) أي من تلك الثياب أو من النار.
ولما كان السياق لخصومه أولياء الله المتصفين بما هو مقصود السورة من التقوى للكفار، المنابذين لها بكل اعتبارن اقتضى ذلك بشاة للأولياء ونذارة للأعداء - قوله زيادة على ما في السجدة :( من غم ( عظيم لا يعلم قدر الله إلا الله ) أعيدوا (، كل من ) فيها ( كأنهم يضربون بلهيب النار فيرفعهم حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بالمقامع فهووا فيها سبعين خريفاً - قاله الحسن، أو أنهم يضطربون في تلك الثياب المقطعة من النار إلى أن يكادوا أن ينفصلوا منها وهم في النار ثم يردون كما كانوا، وذلك أشد في العذاب، مقولاً لهم : ارجعوا صاغرين مقاسين لغمومها ) وذوقا عذاب الحريق ) أي العذاب البالغ في الإحراق.
الحج :( ٢٣ - ٢٥ ) إن الله يدخل.....
) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ


الصفحة التالية
Icon