صفحة رقم ٢٥٧
آذن الله في هلاكها ) رواه الطبراني عن ابن عبايس رضي ا لله عنهما، وأما المعنوي فروى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال :( ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة ثم يغض بصره إلا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها ) قال ابن كثير : وروى هذا مرفوعاً عن ابن عمر وحذيفة وعائشة رضي الله عنهم ولكن في أسانيدها ضعف.
وساق له شاهداص من الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ :( إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من ترها مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه ) فعلم من ذلك أن من تخلق بما أمره الله هنا كان قلبه موضعاً للحكمة، وفعله أهلاً للنجح، وذكره مقروناً بالقبول.
ولما كان الزكاء يتضمن التكثير والتطهير، وكان الكلام هنا في غض البصر، وكان ظاهراً جداً في الطهارة، لم يدع داع إلى التأكيد بالتصريح بالطهارة، وأما آية البقرة فلما كانت في العضل، وكان لا يكون إلا عن ضغائن وإحن فكان الولي رما ظن أن منعها عمن عضلها عنه أطهر له ولها.
أكد العبارة بفعل الزكاء بالتصريح بما أفهمه من الطهارة.
ولما كان المقام صعباً لميل النفوس غلى الدنايا واتباعها للشهوات، علل هذا الأمر مرغباً ومرهباً بقوله :( إن الله ( اي الذي لا يخفى عليه شيء لما له نم الإحاطة الكاملة ) خبير ( ولما كان وازع الحياء مع ذلك مانعاً عظيماً فلا يخالف إلا بمعالجة وتدرب، عبر بالصنعة فقال :( بما يصنعون ) أي وإن تناهوا في إخفائه، ودققوا في تدبير المكر فيه.
ولما بدأ بالقومة من الرجال، ثنى بالنساء فقال :( وقل للمؤمنات ( فرغب أيضاً بذكر هذا الوصف الشريف ) يغن ( ولما كان المراد الغض عن بعض المبصرات وهم المحارم قال :( من أبصارهن ( فلا يتبعنها النظر إلى منهي عنه رجل أو غيره، وأجابوا عن حديث عائشة رضي الله عنها في النظر إلى لعب الحبشة في المسجد باحتمال أنها كانت دون البلوغ لأنها قالت : فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو.
) ويحفظن فروجهن ( عما لهن من كشف وغيره.