صفحة رقم ٢٧٠
النور :( ٤٠ - ٤٤ ) أو كظلمات في.....
) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ وَللَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَآءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ ( ( )
ولما بين سبحانه بهذا المثال أنهم لم يصلوا إلى شيء غير التعب، المثمر للعطب، وكان هذالا يفعله بنفسه عاقل، ضرب مثالاً آخر بين الحامل لهم على الوقوع في ممثول الأول، وهو السير بغير دليلن المقع في خبط العشواء كالماشي في الظلام، فقال عاطفاً على ) كسراب ( قوله :( أو ( للتخيير، اي أعمالهم لكونها لا منفعة لها كسراب، ولكونها خاية عن نور الحق ) كظلمات ( أو للتنويع، فإنها إن كانت حسنة الظاهر فكالسراب، أو قبيحة فكالظلمات، أو للتقسيم باعتبار وقتين كالظلمات في الدنيا والسراب في الآخرة ) في بحر ( هو مثا قلب الكافر ) لجي ) أي ذي لج هو اللج، إشارة إلى أنه عميق لا يدرك له قرار، لأن ا للج معظم الماءن ويكون جمع لجة أيضاً، والأوفق هنا أن يكون منسوباً إلى الجمع، لأنه أهول، والمقام للتهويل، قال القزاز في ديوانه : ولجة البحر معروفة وهو المرضع الذي لا ترى منه أرضاً ولا جبلاً، وبحر لجي : واسع اللجة، وجمع اللجة لجج ولج.
) يغشاه ) أي يغطي هذا البحر ويعلوه، أو يلحق الكائن فيه ) موج ( وهو مثل ما يغشى قلبه من الجهل والشك والحيرة، كائن ) من فوقه ) أي هذا الموج ) موج ( آخر ) من فوقه ) أي هذا الموج الثاني المركوم على الأول ) سحاب ( قد غطى النجوم، وهو مثال الرين والختم والطبع على القلب، فلا سماء تبصر ولا أرض.
ولما كان هذا الأمر مهولاً، أشار إلى هوله وتصويره بقوله :( ظلمات ) أي من البحر والمجين والسحاب ) بعضها (.
ولما كان المراد استغراق الجهة، لم يثبت الجار فقال :( فوق بعض ( متراكمة، فلذلك يبعد كل البعد أن ينفذ فيها بصر، ولذلك قال :( إذا أخرج ) أي الكائن في هذا البحر بدلالة المعنى وإن لم يجر له ذكر ) يده ( وهي أقرب شيء إليه ) لم يكد ) أي الكائن فيه ) يراها ) أي يقرب من ذلك فضلاً عن أن يكون، لأن الله قد ستر عنه كل نور بهذه الظلمات المتكاثفة، وهو مثال لعمله وأنه عدم