صفحة رقم ٢٩٣
شيء ) وكذلكا لمحب الطبري في آخر طالقرى لقاصدي أم القرى ( وذلك لأنه ( ﷺ ) ما دعا جامداً ولا متحراكاً غير الإنسان إلا أجابه بما هو مقتضى
٧٧ ( ) إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها ( ) ٧
[ الأحزاب : ٧٢ ] دعا غير مرة عدة من أغصان الأشجار فأتته تسجد له، ثم أمرها بأن ترجع إلى مكانها ففعلت ؛ ودعا الضب وغيره من الحيوانات العجم فأطاعته ؛ ودعا الأشجار غير مرة فسمعت وسعت إليه ؛ وأمر الجبل لما رجف فأذعن ؛ وأرسل إلى نخل وأحجار يأمرهن بالاجتماع ليقضي إليهن حاجة ففعلن، ثم أرسل يأمرهن بالرجوع إلى أماكنهن فأجبن ؛ وغمز الأرض فنبع منها الماء ؛ وأرسل سهمه إلى البئر فجاشت بالرواء - إلى غير ذلك مما هو مضمن في دلائل النبوةن بل ولا دعا طفلاً رضيعاً إلا شهد له لكونه على الفطرة الأولى - إلى غير ذلك مما هو دال على ظاعر الآية المقتضي لزيادة شرفه ( ﷺ ) من غير محذور يلزم عليه ولا نص يخالفة - والله الهادي.
وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير في برهانه : لما تضمنت سورة النور بيان كثير من الأحكام كحكم الزنى، ورمي الزوجات به، والقذف، والاتئذان، والحجاب، وإسعاف الفقير، والكتابة، وغير ذلك، والكشف عن مغيبات، من تغاير حالات، تبين بمعرفتها الاطلاع عليها الخبيث من الطيب، كاطلاعه سبحانه نبيه والمؤمنين على ما تقوله أهل الإفك، وبيان سوء حالهم، واضمحلال محالهم، في قصة المنافقين في إظهارهم ضد ما يضمرون ؛ ثم كريم وعده للخلفاء الراشدين
٧٧ ( ) وعد الله الذين آمنوا منكم ( ) ٧
[ المائدة : ٩ ] ثم ما فضح به تعالى منافقي الخندق
٧٧ ( ) قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً ( ) ٧
[ النور : ٦٣ ] إلى آخر الآية، فكان مجموع هذا فرقاناً يعتضد به الإيمان، ولا ينكره مقر بالرحمن، يشهد لرسول الله ( ﷺ ) بصحة رسالته، ويوضح مضمن قوله
٧٧ ( ) ا تجعلوا دعاء الرسول بينكم ( ) ٧
[ النور : ٦٣ ] من عظيم قدره ( ﷺ ) وعليّ جلالته، أتبعه سبحانه بقوله
٧٧ ( ) تبارك الذي أنزل الفرقان على عبده ( ) ٧
[ الفرقان : ١ ] وهو القرآن