صفحة رقم ٤٨٢
شرط عليه من العمل، فإنه ورد أنه قضى من الأجلين أوفاهما، وتزوج من المرأتين صغراهما، وهي التي جاءت فقالت : يا أبت استأجره روى الطبراني في الوسط معناه عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً، والظاهر أنه مكث عنده بعد الأجل أيضاً مدة، لأنه عطف بالواو قوله :( وسار ( ولم يجعله جواباً للما ) بأهله ) أي امرأة راجعاً إلى أقاربه بمصر ) آنس ( اي أبصر ) من جانب الطور ناراً ( آنسته رؤيتها وشرحته إنارتهان وكان مضروراً إلى الدلالة على الطريق والاصطلاء بالنار.
ولما كان كأنه قيل : ماذا فعل عندما ابصرها قيل :( قال لأهله ( ولما كان النساء أعظم ما ينبغي ستره، أطلق عليها ضمير الذكور فقال :( امكثوا ( وإن كان معه بنين له فهو على التغليب، ثم علل ذلك بقوله مؤكداً، لاستبعاد أن يكون في ذلك المكان القفر وفي ذلك الوقت الشديد البرد نار :( إني آنست ناراً ( فكأنه قيل : فماذا تعمل بها ؟ فقال معبراً بالترجي لنه اليق بالتواضع الذي هو مقصود السورة، وهو الحقيقة في إدراك الآدميين في مثل هذا، ولذا عبر بالجذوة التي مدار مادتها الثبات :( لعلي آتيكم منها ) أي من عندها ) بخبر ( ينفعنا في الدلالة على المقصد ) أو جذوة ( اي عود غليظ ) من النار ) أي متمكنة منه هذه الحقيقة أو التي تقدم ذكرها ؛ ثم اشستانف قوله ) لعلكم تصظلون ( اي لتكونوا على رجاء من أن تقربوا من النار فتنعطفوا عليها لتدفؤوان وهذا دليل على أن الوقت كان شتاء ) فلما آتاها ( اي النار.
ولما كان آخر الكلام دالاً دلالة واضحة على أن المننادي هو الله سبحانه، بنى للمفعول قوله دالاً على ما في أول الأمر من الخفاء :( نودي ( ولما كان نداؤه سبحانه لا يشبه نداء غيره بل يكون من جميع الجوانب، وكان مع ذلك قد يكون لبعض المواضع مزيد تشريف بوصف من الأوصاف، إما بأن يكون أول السماع منه أو غير ذلك أو يمون باعتبار كون موسى عليه الصلاة والسلام فيه قال :( من ) أي كائناً موسى عليه السلام بالقرب من ) شاطىء ( اي جانب ) الواد ( عن يمين موسى عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال :( الأيمن ( وهو صفة للشاطىء الكائن أو كائناً ) في البقعة المباركة ( كائناًأول أو معظم النداء أو كائناً موسى عليه الصلاة والسلام قريباً ) من الشجرة ( كما تقولك ناديت فلاناً من بيته، ولعل الشجرة كانت كبيرة، فلما وصل إليها دخل النور من طرفها إلى وسطها، فدخلها وراءه بحيث توسطها فسمع - وهو فيها - الكلام من الله تعالى حقيقة، وهو المتكلم سبحانه لا الشجرة، قال القشيري : ومحصل


الصفحة التالية
Icon