صفحة رقم ٩٦
بقتل الوزغ وقال :( كان ينفخ النار على إبراهيم ) وقال ابن كثير : وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عبيد الله بن أخي وهب ثنا عمي عن جرير بن حازم أن نافعاً حدثه قال : حدثتني مولاة الفاكة بن المغيرة المخزومي قالت : دخلت على عائشة رضي الله عنها فرأيت في بيتها رمحاً فقلت : يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا الرمح ؟ فقالت : نقتل به هذه الأوزاغ، إن رسول الله قال :( إن إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا تطفىء عنه غير الوزغ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم فأمرنا رسول الله ( ﷺ ) بقتله.
( ولما قدم ما نبه على شدة الاهتمامم به لإفهامه أنه حكم بسلامته من كيدهم عند همهم به فكيف بما بعده قال عاطاً على تقديره : فألقوه فيها :( وأرادوا به كيداً ) أي مكراً بإضراره بالنار وبعد خروجه منها ) فجعلناهم ) أي بما لنا من الجلال.
ولما كانوا قد أرادوا بما صنعوا له من العذاب أن يكون أسفل مننم أهل ذلك الجمع، وكان السياق لتحقيق أمر الساعة الذي هو مقصود السورة، وكان الصائر إليها المفرط فيها بالتكذيب بها قد خسر خسارة لا جبر لها لفوات محل الاستدراك، قال :( الأخسرين ( لأن فضيحتهم في الدنيا الموجبة للعذاب في الأخر كانت بنفس فعلهم الذي كادو به، ولم يذكر سبحانه شعيباً عليه السلام مع أنه سخر له النار في يوم الظلة فأحرقت عصاه، لأن فعل النار بقومه كان على ما هو المعهود من أمرها بخلاف فعلها مع إبراهيم عليه السلام، فإنه على خلاف المعتاد، وقد وقع مثل هذا لبعض أتباع نبيناً ( ﷺ )، وهو أبو مسلم الخولاني، طلبه الأسود العنسي لما ادعى النبوة فقال له : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : ما أسمع، قال : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ قال : نعم فأمر بنار فألقي فيها فوجده قائماً يصلي فيها وقد صارت عليه برداً وسلاماً، وقدم بعد موت النبي ( ﷺ ) فأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر رضي الله عنهما وقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمة محمد ( ﷺ ) من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله.
ولما كان إنجاؤه - وهو وحده - ممن أرادوا به هذا الأمر العظيم من العجائب فكيف إذا انضم إليه غيره، ولم يكن في ذلك الغير آية تمنعهم عنه كما كان في إبراهيم


الصفحة التالية
Icon