صفحة رقم ١٠٩
يفرق لك فيه أمر، قالت عائشة رضي الله عنها : لو كنتم النبي ( ﷺ ) شيئاً مما أوحي إليه لكتم هذه الآية.
ولما علم من هذا سبحانه أخبره بأن زيداً سيطلقها وأنها ستصير زوجاً له من طلاق زيد إياها، سبب عنه قوله عاطفاً عليه :( فلما قضى زيد منها وطرأ ) أي حاجة من زواجها والدخول بها، وذلك بانقضاء عدتها منه لأنه به يعرف أنه لا حاجة له فيها، وأنه قد تقاصرت عنها همته، وطابت عنها نفسها، وإلا لراجعها ) زوجناكها ( ولم نحوجك إلى ولي من الخلق يعقد لك عليها، تشريفاً لك ولها، بما لنا من العظمة التي خرقنا بها عوائد الخلق حتى أذعن لذلك كل من علم به، وسرت به جميع النفوس، ولم يقدر منافق ولا غيره على الخوض في ذلك ببنت شفة مما يوهنه ويؤثر فيه، روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال : لما انقضت عدة زينبرضي الله عنها قال رسول الله ( ﷺ ) لزيد : اذهب فاذكرها علي، فانطلق زيد رضي الله عنه حتى أتاها وهي تخمر عجينها، قال : فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن انظر إليها أن رسول الله ( ﷺ ) ذكرها، فوليتها ظهري ونكصت على عقبي فقلت : يا زينب إن رسول الله ( ﷺ ) يذكرك، قالت : ما أنا بصانعة شيئاً حتى اؤامر ربي، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن، وجاء رسول الله ( ﷺ ) فدخل الناس وبقي رجال يتحدثون فذكره، سيأتي.
وقال البغوي : قال الشعبي : كانت زينب رضي الله عنها تقول للنبي ( ﷺ ) : إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن : جدي وجدك واحد، وأني أنكحينك الله في السماء، وأن السفير لجبريل عليه السلام.
ولما ذكر سبحانه التزويج على ما له من العظمة، ذكر علته دالاً على أن الأصل مشاركة الأمة للنبي ( ﷺ ) في الأحكام وأن لا خصوصية إلا بدليل فقال :( لكي لا يكون على المؤمنين ) أي الذين أزالت عراقتهم في الإيمان حظوظهم ) حرج ) أي ضيق ) في أزواج أدعيائهم ) أي الذين تبنوا بهم وأجروهم في تحريم أزواجهم مجرى أزواج البنين