صفحة رقم ٤٩
الأرض والسماء خمسمائة سنة، وثخن السماء كذلك، وكذا بقية السماوات والعرش، أدخلنا العرش في العدد وقلنا : إن الأراضي سبع متداخلة كالسماوات، كل واحدة منها في التي تليها، فالتي نحن فيها أعلاها محيطة بها كلها، فهي بمنزلة العرش للسماوات، فتكون السماوات السبع من جانبيها بأربعة فذلك اثنان وثلاثون ألفاً يضاف إليها ما يزيد انحناء المعارج الذي يمكن لنا معه العروج، وهو نصف مسافة الجملة وشيء، فالنصف ستة عشر ألفاً، ونجعل الشيء الذي لم يتحرر لنا ألفين، فذلك ثمانية عشر ألفا إلى اثنين وثلاثين، فالجملة خمسون ألفاً ويمكن أن يكون ذلك بالنسبة إلى السماوات مع الأراضي، والكل متطابقة متداخلة، فتلك ثمان وعشرون طبقة من سطح السماء السابعة الأعلى إلى سطحها الأعلى من الجانب الآخر، فذلك ثمانية وعشرون - ألف سنة، لكل جرم خمسمائة، ولما بينه وبين الجرم الآخر كذلك فذلك ألف والغى الكسر، لكن هذا الوجه مخالف لظاهر الآية التي في سورة سأل، وهي قوله تعالى :
٧٧ ( ) تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ( ) ٧
[ المعارج : ٥ ] فإنه ليس فيها ذكر الهبوط والله أعلم.
وكل من هذه الوجوه أقعد مما قاله البيضاوي في سورته سأل، وأقرب للفهم العرف، فإن كان ظاهر حاله أنه جعل الثمانية عشر ألفاً من أعلى سرادقات العرش إلى أعلى السرادق، وهو الأعلى منه، والعلم عند الله تعالى، وروى إسحاق بن راهويه عن أبي رضي الله عنه عن رسول ( ﷺ ) قال :( ما بين سماء الدنيا إلى الأرض خمسمائة سنة، وما بين كل سماء إلى التي تليها خمسمائة سنة إلى السماء السابعة، والأرض مثل ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك ) واعلم أن القول بأن الأراضي سبع هو الظاهر لظاهر قوله تعالى :
٧٧ ( ) الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ( ) ٧
[ الطلاق : ١٢ ] ويعضده ما رواه الشيخان وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ( ﷺ ) قال :( من ظلم قدر شبر من الأرض طوقه الله من سبع أرضين ) وفي رواية للبغوي : خسف به إلى سبع أرضين،