صفحة رقم ٩٢
وتعاظم الأخوال :( هذا ) أي الذي نراه من الهول ) ما وعدنا ( من تصديق دعوانا الإيمان بالبلاء والامتحان ) الله ( الذي له الأمر كله ) ورسوله ( المبلغ عنه في نحو قوله :
٧٧ ( ) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم ( ) ٧
[ البقرة : ٢١٤ ]
٧٧ ( ) أحسب الناس أن يتركوا ( ) ٧
[ العنكبوت : ٢ ]
٧٧ ( ) أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ( ) ٧
[ التوبة : ١٦ ] وأمثال ذلك، فسموا المس بالبأساء والضراء، والابتلاء بالزلزال والأعداء، وعداً لعملهم بما لهم عليه عند الله، ولا سيما في يوم الجزاء، وما يعقبه من النصر، عند اشتداد الأمر.
ولما كان هذا معناه التصديق، أزالوا عنه احتمال أن يكون أمراً اتفاقياً، وصرحوا به على وجه يفهم الدعاء بالنصر الموعود به في قولهم عطفاً على هذا :( وصدق ( مطبقاً لا بالنسبة إلى مفعول معين ) الله ( الذي له صفات الكمال ) ورسوله ( الذي كماله من كماله، أي ظهر صدقهما في عالم الشهادة في كل وعدا به من السراء والضراء مما رأيناه.
وهما صادقان فيما غاب عنا مما وعدا به من نصر وغيره، وإظهار الاسمين للتعظيم والتيمن بذكرهما.
ولما كان هذا قولاً يمكن أن يكون لسانياً فقط كقول المنافقين، أكده لظن المنافقين ذلك، فقال سبحانه شاهداً لهم :( وما زادهم ) أي ما رأوه من أمرهم المرعب ) إلا إيماناً ) أي بالله ورسوله بقلوبهم، وأبلغ سبحانه في وصفهم بالإسلام، فعبر بصيغة التفعيل فقال :( وتسليماً ) أي لهما بجميع جوارحهم في جميع القضاء والقدر، وقد تقدم في قوله تعالى في سورة الفرقان
٧٧ ( ) ويجعل لك قصورا ( ) ٧
[ الفرقان : ١٠ ] ما هو من شرح هذا.
ولما كان كل من آمن بائعاً نفسه وماله لله، لأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم، وكان فعل أبو بكر رضي الله عنه، أما في ماله فبالخروج عنه كله، وأما في نفسه فيما يقحمها من الأهوال، حتى كان النبي ( ﷺ ) يقول له في بعض المواطن :( الزم مكانك وأمتعنا بنفسك )، ( ويقول له ولعمر رضي الله عنه في ليلة الغار يذكر الطلب فيتأخر، والرصد فيتقدم، وما عن الجوانب فيصير إليها، ومنهم من وفى هذه الغزوة وما قبلها فأراد الله لتنويه بذكرهم والثناء عليهم توفية لما يفضل به في حقهم، وترغيباً لغيرهم