صفحة رقم ٥٨١
فيه، ومن حلف بالسماء فهو يحلف بكرسي الله وبالجالس عليه، الويل لكم أنكم تعشرون الشبث والنعنع والكمون وتتركون أثقل الناموس الحكم والرحمة والإيمان، وقال لوقا : تعشرون النعنع والسداب وكل البقول، وترفضون حكم الله ومحبته، قد كان ينبغي أن تعقلوا هذا ولا تغفلوا عن تلك - انتهى، يا هداة عيمان الذين يتركون البعوضة ويبلغون الجمل، الويل لكم أنكم تنقون خارج الكأس والسكرجة وداخلهما مملوء اختطافاً وظلماً، أيها الأعمى، نق أولاً داخل الكأس والسكرجة لكيما يتطهر خارجهما، وقال لوقا : اعطو الرحمة فكل شيء يتطهر لكم - الويل لكم لأنكم لا تشبهون القبور المكلسة التي ترى من خارجها حسنة وداخلها مملوء عظام الأموات وكل نجس، وقال لوقا : لأنكم مثل القبور المخفية والناس يمشون عليها ولا يعلمون - انتهى.
وكذلك أنتم ترون الناس ظواهركم مثل الصديقين، ومن داخل ممتلئون إثماً ورياء، قال لوقا : وأنتم أيها الكتبة الويل لكم لأنكم تحملون أوساقاً وأثقالاً وأنتم لا تدنون منها بإحدى أصابعكم، الويل لكم لأنكم أخذتم مفاتيح الغرفة فما دخلتم، ومنعتم الذين يريدون الدخول - انتهى، الويل لكم لأنكم تبنون قبور الأنبياء، قال لوقا : الذين قتلهم آباؤكم - انتهى، وتزينون مدافن الصديقين وتقولون : لو كنا فيأيام آبائنا لم نشاركهم في دم الأنبياء، فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء إنكم تكملون مكيلة آبائكم، أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم، من أجل هذا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فتقتلون منهم وتصلبون وتجلدون منهم في مجامعكم وتطردونهم من مدينة إلى مدينة لكي يأتي عليكم دم الصديقين المسفوك على الأرض، وقال لوقا : وأنتم تشهدون وتسرون بأعمال آبائكم لأنهم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم، ولهذا قالت حكمة الله : هوذا أرسل إليهم أنبياء ورسلاً فيقتلون منهم ويطردونهم لينتقم عن دم جميع الأنبياء الذي أهريق من أول العالم إلى هذا الجيل.
وقال متى : من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن براشيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح، الحق أقول لكم إن هذا كله يأتي على هذا الجيل، يا أورشليم، يا قتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم من مرة أردت أن أجمع بنيك فيك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها فلم تريدوا، هوذا يترك بينكم لكم خراباً، أنا أقول لكم : إني لا تروني من الآن حتى تقولوا : مبارك الآتي باسم الرب، وقال مرقس : ثم جاء يسوع عند باب الخزانة ينظر الجمع يلقي نحاساً في الخزانة وأغنياء كثير ألقوا كثيراً، فجاءت امرأة أرملة مسكينة، فألقت فلسين فاستدعى تلاميذه وقال لهم : الحق أقول لكم، إن هذه الأرملة المسكينة ألقت أكثر من الكل الذين ألقوا في الخزانة، لأن الكل القوا من فضل ما عنده، وهذه ألقت مع مسكنتها كل ما لها، ثم


الصفحة التالية
Icon