صفحة رقم ٦٠٠
تطلع الشمس مشفقاً من الساعة إلا الجن والإنس، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه ).
وفي آخر الحديث أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : إنها آخر ساعة يوم الجمعة، وأول الصلاة بما هو أعم من فعلها وانتظارها لقول النبي ( ﷺ ) ( من جلس مجلساً ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصليها ) وكان النداء في زمن النبي ( ﷺ ) عند باب المسجد إذا صعد ( ﷺ ) على المنبر، فإذا نزل بعد الخطبة أقيمت الصلاة، وكذافي زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس وتباعدت المنازل وقلت الهمم زاد مؤذناً آخر على داره التي تسمى الزوراء، فإذا جلس على المنبر أذن المؤذن ثانياً الأذان الذي كان على زن النبي ( ﷺ )، فإذا نزل من المنيبر أقيمت الصلاة، ولم يعب أحد على عثمان زيادة الأذان الأول لعلمهم أنه من السنة بما جعل إليه النبي ( ﷺ ) حين قال :( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ).
ولما كان المراد إيجاب المعنى جزماً من غير تردد مع قطع كل علاقة بلا التفات إلى شيء من غير ما عذر الشارع به، عبر عنه بالسعي، وهو معنى قول الحسن أنه السعي بالنية لا بالقدم، فقال :( فاسعوا ) أي لتكونوا أولياء الله ولا تهاونوا في ذلك لتكونوا أعداءه كاليهود ) إلى ذكر الله ) أي الخطبة والصلاة المذكرة بالملك الأعظم الذي من انقطع عن خدمته هلك، هذا المراد بالسعي لا حققة بل هي منهي عنها كما قال صلى ا لله عليه وسلم :( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون ولكن ائتوها وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ).
ولما أمر بالمبادرة إلى تجارة الآخرة، وكان طلب الأرباح لكونها حاضرة أعظم مانع عن أمور الآخرة لكونها غايته، وكان البيع أجل ذلك لتعين الفائدة فيه ولكونه أكثر


الصفحة التالية
Icon