صفحة رقم ٦٠٩
اليهود سحرك، عقد لك عقداً في بئر كذا وكذا، أو قال : فطرحه في بئر رجل من الأنصار ) فأرسل رسول الله ( ﷺ ) فاستخرجوها فجيء بها فحلها رسول الله ( ﷺ )، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة، فقام رسول الله ( ﷺ ) كأنما نشط من عقال ( فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط، وفي رواية : فأتاه ملكان يعوذانه فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجله فقال أحدهما :( أتدري ما وجعه ؟ قال : كأن الذي يدخل عليه عقد له وألقاه في بئر (، فأرسل إليه رجلاً، وفي رواية : علياً رضي الله عنه، فأخذ العقد فوجد الماء قد اصفر، قال : فأخذ العقد فحلها فبرأ، فكان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي ( ﷺ ) فلم يذكر له شيئاً ولم يعاتبه فيه، وهذا الفضل لمنفعة المعوذيتن كما منح الله به رسوله ( ﷺ ) فكذا تفضل به على سائر أمته، وروى أبو داود والترمذي وقال : حسن صحيح - والنسائي مسنداً أو مرسلاً - قال النووي : بالأسانيد الصحيحة - عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ﷺ ) :( اقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثة مرات - يكفيك كل شيء ( والأحاديث في فضل هذه السور الثلاث كثيرة جداً، وجعل التعويذ في سورتين إشارة إلى استحباب تكريره، وجعلتا إحدى عشرة آية ندباً إلى تكثيره في تكريره، وقدمت الفلق التي خمس آيات مع ما مضى المناسبات لأن اقترانها بسورة التوحيد أنسب، وشفها بسورة الناس التي هي ست آيات أنسب، ليكون الشفع بالشفع، والابتداء بالوتر بعد سورة الوتر، وحاصل هذه السورة العظمة في معناها الأبدع الأسمى الاستعاذة بالله بذكر اسمه ) الرب ( المقتضي للإحسان والتربية بجلبي النعم ودفع النقم منشر ما خلق ومن السحر والحسد، كما كان أكثر البقرة المناظرة لها في رد المقطع على المطلع لكونها ثانية من الأول كما أن هذه ثانية من الآخر في ذكر أعداء النبي ( ﷺ ) الحاسدين له على ما أوتي من النعم، وفي تذكيرهم بما منحهم من النعم التي كفروها، وأكثر ذلك في بني إسرائيل الذين كانوا أشد الناس حسداً له ( ﷺ )، وكان من أعظم ما ضلوا به السحر المشار إليه بقوله تعالى :
٧٧ ( ) واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ( ) ٧
[ البقرة : ١٠٢ ] حتى قال :( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ( إلى أن قال :
٧٧ ( ) ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفراً حسداً من عند أنفسهم ( ) ٧
[ البقرة : ١٠٩ ] وكان


الصفحة التالية
Icon