من أجله أي ابتغاء الاختبار الذي فيه غلو وإفساد ذات البين ومنه فلان مفتون بفلانة أي قد غلا في حبها ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون ) عطف على الله جل وعز هذا أحسن ما قيل فيه لأن الله جل وعز مدحهم بالرسوخ في العلم فكيف يمدحهم وهم جهال قال أبو جعفر وقد ذكرنا أكثر من هذا الاحتجاج فأما القراءة المروية عن ابن عباس ( وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم ) فمخالفة لمصحفنا وإن صحت فليس فيها حجة لمن قال الراسخون في العلم ويقول الراسخون في العلم آمنا بالله فأظهر ضمير الراسخين ليبين المعنى كما أنشد سيبويه
( لا أرى الموت يسبق الموت شيء ** نغص الموت ذا الغنى والفقيرا )
فإن قال قائل قد أشكل على الراسخين في العلم بعض تفسيره حتى قال ابن عباس لا أدري ما الأواه وما غسلين فهذا لا يلزم لأن ابن عباس رحمه الله قد علم بعد ذلك وفسر ما وقف عنه وجواب أقطع من هذا إنما قال الله عز

__________


الصفحة التالية
Icon