وقرأ عبد الله بن مسعود وابن عباس ( فناداه الملائكة ) وهو اختيار أبي عبيد وروي عن جرير عن مغيرة عن إبراهيم كان عبد الله يذكر الملائكة في كل القرآن قال أبو عبيد أنا اختار ذلك خلافا على المشركين لأنهم قالوا الملائكة بنات الله قال أبو جعفر هذا احتجاج لا يحصل منه شيء لأن العرب تقول قالت الرجال وقال الرجال وكذا النساء وكيف يحتج عليهم بالقرآن ولو جاز أن يحتج عليهم بهذا لجاز أن يحتجوا بقوله وإذ قالت الملائكة ولكن الحجة عليهم في قوله جل وعز أشهدوا خلقهم أي فلم يشاهدوا خلقهم فكيف يقولون إنهم إناث فقد علم أن هذا ظن وهوى وأما فناداه فهو جائز على تذكير الجميع ونادته على تأنيث الجماعة ( وهو قائم ) ابتداء وخبر ( يصلي ) في موضع رفع وإن شئت كان نصبا على أنه حال من المضمر ( أن الله ) وقرأ حمزة والكسائي ( إن الله ) أي قالت الملائكة إن الله ( يبشرك بيحيى ) هذه قراءة أهل المدينة وقرأ حمزة ( يبشرك ) وقرأ حميد بن قيس المكي الأعرج ( يبشرك ) بضم الياء وإسكان الباء قال الأخفش هي ثلاث لغات بمعنى واحد وقال محمد بن يزيد يقال بشرته أي أخبرته بما أظهر في بشرته السرور وبشرته على التكثير قال أبو إسحاق يقال بشرته أبشره وابشره قال الكسائي سمعت غنيا تقول بشرته أبشره قال الأخفش يقال بشرته فبشر وابشر أي سررته فسر ومنه وأبشروا بالجنة قال الفراء لا يقال من هذا إلا أبشر وحكي عن

__________


الصفحة التالية
Icon