والقول الثالث بمعنى هي مقام إبراهيم وقول الأخفش معروف في كلام العرب كما قال زهير
( لها متاع وأعوان غدون لها ** قتب وغرب إذا ما أفرغ انسحقا )
وقول أبي العباس إن مقاما بمعنى مقامات لأنه مصدر قال الله جل وعز ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وقال الشاعر
( إن العيون التي في طرفها مرض ** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ) ويقوي هذا الحديث المروي الحج كله مقام إبراهيم ( ومن دخله كان آمنا ) يجوز أن يكون معطوفا على مقام أي وفيه من الآيات من دخله كان آمنا لأن ذلك من الآيات كان الناس يتخطفون حوالى الحرم فإذا قصده ملك هلك ويجوز أن يكون ( من ) رفعا بالابتداء والخبر ( كان آمنا ) ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ( من ) في موضع خفض على بدل البعض من الكل هذا قول أكثر النحويين وأجاز الكسائي أن تكون من في موضع رفع و ( استطاع ) شرط والجواب محذوف أي من استطاع إليه سبيلا فعليه الحج

__________


الصفحة التالية
Icon