متكلم يتكلم بكلام كثير إلا وجد في كلامه اختلاف كثير إما في الوصف واللفظ وإما في جودة المعنى وإما في التناقض وإما في الكذب فأنزل جل وعز القرآن وأمر بتدبره لأنهم لا يجدون فيه اختلافا في وصف من العيوب ولا رذالة في معنى ولا تناقضا ولا كذبا فيما يخبرون به من علم الغيوب وما يسرون
٨٣
في إذا معنى الشرط ولا يجازي بها والمعنى أنهم إذا سمعوا شيئا من الأمور فيه أمن نحو ظفر المسلمين وقتل عدوهم ( أو الخوف ) وهو ضد هذا ( أذاعوا به ) أي أظهروه وتحدثوا به من قبل أن يقفوا على حقيقته فنهوا عن ذلك لما يلحقهم من الكذب والإرجاف ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ) وهم الأمراء ( لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) أي يستخرجونه بالمسألة وهذا مشتق من النبط وهو أول ما يخرج من ماء البئر أول ما يحفر وسمي النبط نبطا لأنهم يستخرجون ما في الأرض ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ) رفع بالابتداء عند سيبويه ولا يجوز أن يظهر الخبر عنده والكوفيون يقولون رفع بلولا ( لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ) في هذه الآية ثلاثة أقوال قال أبو عبيد التقدير أذاعوا به إلا قليلا وهذا قول جماعة من النحويين قالوا لأن الأكثر من المستنبطين لا يعلمون وقال أبو إسحاق بل التقدير لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا لأن هذا الاستنباط الأكثر يعرفه لأنه استعلام بخبر وهذان قولان على المجاز وقول ثالث بغير

__________


الصفحة التالية
Icon