فيه ثلاثة أقوال أحدها أن تكون كان زائدة ونصب صبيا على الحال والعامل فيه الاستقرار وقيل كان بمعنى وقع ونصب صبي على الحال إلا أن العامل فيه كان والقول الثالث قول أبي إسحاق قال من للشرط والمعنى من كان في المهد صبيا فكيف نكلمه قال كما تقول من كان لا يسمع ولا يبصر فكيف أخاطبه قال أبو جعفر وإنما أحتاج النحويون إلى هذه التقديرات لأن الناس كلهم كانوا في المهد صبيانا ولا بد من أن يبين عيسى ﷺ بشيء منهم وقد حكى سيبويه زيادة كان وأنشد
( فكيف إذا مررت بدار قوم ** وجيران لنا كانوا كرام ) وحكى النحويون ما كان أحسن زيدا وقالوا على الغاء كان
٣٠
في معناه قولان أحدهما قدر أن يؤتينيه والآخر أن الله جل وعز أكمل عقله وآتاه الكتاب وجعله نبيا وهو في المهد قال قتادة في المهد أي في الحجر
٣١
مشتق من البركة وهو الثبوت على الخير وكان ثابتا على الخير مشبا كما قال عمرو بن قيس معنى وجعلني مباركا معلما مؤدبا وبين هذا ما رواه شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان عن النبي ﷺ وروى عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي