وأبو عمرو وعاصم والكسائي ( وكل آتوه داخرين ) جعلوه فعلا مستقبلا وقرأ الأعمش وحمزة ( وكل أتوه ) جعلاه فعلا ماضيا قال أبو جعفر وفي كتابي عن أبي إسحاق في القرآن من قرأ ( وكل أتوه ) وحده على لفظ كل ومن قرأ ( آتوه ) جمع على معناها وهذا القول غلط قبيح لأنه إذا قال وكل أتوه فلم يوحد وإنما جمع فلو وحد لقال أتاه ولكن من قال أتوه جمع على المعنى وجاء به ماضيا لأنه رده على ففزع ومن قرأ ( وكل آتوه ) حمله على المعنى وقال آتوه لأنها جملة منقطعة من الأول
٨٨
من رؤية العين ولو كان من رؤية القلب لتعدت إلى مفعولين والأصل ترأى فألقيت حركة الهمزة على الراء فتحركت الراء وحذفت الهمزة فهذه سبيل تخفيف الهمزة إذا كان قبلها ساكن إلا أن التخفيف لازم لترى وأخواتها من المضارع لكثرته في الكلام وأنه يقع لرؤية العين والقلب ( تحسبها جامدة ) لا بد لتحسب من مفعولين وظننت قد يتعدى إلى واحد فقط وأهل الكوفة يقرءون ( تحسبها ) وهو القياس لأنه من حسب يحسب إلا أنه قد روي عن النبي ﷺ خلافها أنه قرأ بالكسر في المستقبل فيكون على فعل يفعل كما قالوا نعم ينعم ويئس ييئس وحكى بئس يبئس من السالم لا يعرف في كلام العرب غير هذه الأحرف ( وهي تمر مر السحاب ) مصدر وتقديره مرا مثل مر السحاب فأقمت الصفة مقام الموصوف والمضاف إليه ( صنع الله ) منصوب عند