قد ذكرناه ومن حسن ما قيل في معناه أن معنى عرضنا أظهرنا كما تقول عرضت الجارية على البيع والمعنى أنا عرضنا الأمانة وتضييعها على أهل السموات وأهل الأرض من الملائكة والجن والإنس فأبين أن يحملنها أي أن يحملن وزرها كما قال جل وعز ﴿ وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ﴾ وحملها الإنسان قال الحسن يراد به الكافر والمنافق قال ( إنه كان ظلوما ) لنفسه ( جهولا ) بربه فيكون على هذا الجواب مجازا مثل وسئل القرية وفيه جواب آخر على أن يكون حقيقة أنه عرض على السموات والأرض والجبال الأمانة وتضييعها وهي الثواب والعقاب أي اظهر لهن ذلك فلم يحملن وزرها وأطعن فيما أمرن به وما سخرن له وحملها الإنسان على ما مر من الجواب الذي تقدم
٧٣
أي بالحجج القائمة عليهم من عرض الأمانة عليهم وهي إظهار ما أظهر لهم من الوعيد قال عبد الله بن مسعود الأمانة الصلاة والصيام وغسل الجنابة وعن أبي بن كعب قال من الأمانة أن المرأة أوتمنت على فرجها وفي حديث مرفوع الأمانة الصلاة إن شئت قلت صليت وإن شئت قلت لم أصل وكذا الصيام وغسل الجنابة وقرأ الحسن ( ويتوب الله ) بالرفع يقطعه من الأول أي يتوب عليهم بكل حال ( وكان الله غفورا رحيما ) خبر بعد خبر لكان ويجوز أن يكون نعتا لغفور ويجوز أن يكون حالا من المضمر

__________


الصفحة التالية
Icon