قلت أو إياكم كان للثاني أولى وحذفت من الأول ويجوز أن يكون للأول وهو اختيار أبي العباس قال ومعناه معنى قول المستنصر بصاحبه على صحة الوعيد واستظهار بالحجة الواضحة أحدنا كاذب وقد عرف المعنى وكما تقول أنا أفعل كذا وتفعل أنت كذا وأحدنا مخطىء وقد عرف أنه هو المخطىء وهكذا ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )
٢٧
تكون أروني ههنا من رؤية القلب أي عرفوني هذه الأصنام والأوثان التي جعلتموها شركاء لله جل وعز هل شاركته في خلق شيء فبينوا ما هو وإلا فلم تعبدونها ويجوز أن يكون من رؤية البصر فيكون شركاء حالا قال أبو إسحاق والمعنى أروني الذين ألحقتموهم به شركاء ثم حذف لأنه في الصلة قال ثم قال جل وعز ( كلا ) ردع وتنبيه أي ارتدعوا عن هذا القول وتنبهوا على ضلالكم
٢٨
نصب على الحال قال أبو إسحاق والمعنى أرسلناك جامعا للناس لأنه ﷺ أرسل إلى العرب والعجم
٣٠

__________

وأجاز النحويون ( لكم ميعاد يوم ) على أنه بدل من ميعاد وأجازوا ( ميعاد يوما لا تستأخرون عنه ) على أن يكون ظرفا وتكون الهاء تعود على يوم ولا يجوز الإضافة كما تقول إن يوما زيد فيه أمير عبد الله فيه وزير بتنوين يوم لا غير فإن حذفت فيه جار حذف التنوين ونصبت عبد الله على أنه اسم إن ويجوز ( ميعاد يوم لا تستأخرون ) بغير تنوين في يوم على أن يكون الهاء التي في عنه تعود على ميعاد لا على يوم
٣١
قال سعيد عن قتادة ولا بالذي بين يديه من الكتب والأنبياء عليهم السلام ( ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم ) الظالمون بالابتداء مرفوعون و موقوفون خبره والجملة في موضع خفض بالإضافة ولا يجوز أن تنصب موقوفون على الحال لأن إذ ظرف زمان فلا تكون خبرا عن الجثث وجواب لو محذوف لعلم السامع ( يرجع بعضهم إلى بعض القول ) أي يجاوبه واللغة الفصيحة هذه يقال رجعت زيدا ( يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين ) هذه اللغة الفصيحة ومن العرب من يقول لولاكم حكاها سيبويه ويكون لولا تخفض المضمر وترفع المظهر بعدها بالابتداء وتحذف خبره ومحمد بن زيد يقول لا يجوز لولاكم لأن المضمر عقب المظهر فلما كان المظهر مرفوعا بإجماع وجب أن يكون المضمر أيضا مرفوعا
__________


الصفحة التالية
Icon