وهو جالس وقال أبو إسحاق هو معطوف على المعنى لأن المعنى إن الكافرين والصادين عن المسجد الحرام وفي خبر إن ثلاثة أوجه أصحها أن يكون محذوفا ويكون المعنى إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله هلكوا وقيل المعنى إن الذين كفروا يصدون عن سبيل الله والواو مقحمة قال أبو جعفر في كتابي عن أبي إسحاق قال وجائز أن يكون وهو وجه الخبر ( نذقه من عذاب أليم ) قال أبو جعفر هذا غلط ولست أعرف ما الوجه فيه لأنه جاء بخبر إن جزما وأيضا فإنه جواب الشرط ولو كان خبرا لبقي الشرط بلا جواب ولا سيما والفعل الذي للشرط مستقبل فلا بد له من جواب ( الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والبادي ) فيه ثلاثة أوجه من القراءات قراءة العامة برفع سواء والعاكف والبادي وعن أبي الأسود الدؤلي أنه قرأ ( سواء العاكف فيه والبادي ) بنصب سواء ورفع العاكف والبادي وتروى هذه القراءة عن الأعمش باختلاف عنه والوجه الثالث ( الذي جعلناه للناس سواءا ) منصوبة منونة ( العاكف ) فيه بالخفض فالقراءة الأولى فيها ثلاثة أوجه يكون الذي جعلناه للناس من نمام الكلام ثم تقول سواء فترفعه بالابتداء وخبره العاكف فيه والبادي والوجه الثاني أن ترفع سواءا على خبر العاكف وتنوي به التأخير أي العاكف فيه والبادي سواء والوجه الثالث أن تكون الهاء التي في جعلناه مفعولا أول وسواء العاكف فيه والبادي سواء في موضع المفعول الثاني كما تقول ظننت زيدا أبوه خارج ومن هذا الوجه تخرج قراءة من قرأ بالنصب سواءا يجعله مفعولا ثانيا ويكون العاكف فيه رفعا إلا أن الاختيار في مثل هذا عند سيبويه الرفع لأنه ليس جاريا على الفعل والقراءة الثالثة على أن ينصب سواءا لأنه مفعول ثان ويخفض