كانوا يكسبون ) فما معنى التفضل ههنا ففي هذا غير جواب منها أن تكليف الله جل وعز الأعمال ليس لحاجة منها إليها وإنما كلفهم ذلك ليعملوا فيدخلوا الجنة فالتكليف وإدخالهم الجنة تفضل منه جل وعز فأصح الأجوبة في هذا أن للمؤمنين ذنوبا لا يخلون منها وإن كانت لكثير منهم صغائر فلو أخذهم الله جل وعز بها لعذبهم غير ظالم لهم فلما غفرها لهم وأدخلهم الجنة كان ذلك تفضلا منه جل وعز وأيضا فإن لله جل وعز على عباده كلهم نعما في الدنيا فلو قوبل بتلك النعم أعمالهم لاستغرقها فقد صار دخولهم الجنة تفضلا كما قال ﷺ ما أحد يدخل الجنة بعمله قيل ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة
٥٨
قيل معنى يسرناه علمناكه وحفظناكه وأوحينا إليك لتتذكروا به وتعتبروا
٥٩
أي فارتقب أن يحكم الله جل وعز بينك وبينهم ( إنهم مرتقبون ) فيه قولان أحدهما أنه مجاز وأن المعنى أنهم بمنزلة المرتقبين لأن الأمر حال بهم لا محالة وقيل هو حقيقة أي أنهم مرتقبون ما يؤملونه

__________


الصفحة التالية
Icon