والكوفيين بالرفع وقرأ ابن كثير وابن أبي إسحاق وأبو عمرو ( ونحاس ) بالخفض وقرأ مجاهد ( ونحاس ) بكسر النون والسين وقرأ مسلم بن جندب ( ونحس ) بغير ألف وبالرفع قال أبو جعفر الرفع في و نحاس أبين في العربية لأنه لا إشكال فيه يكون معطوفا على شواظ وإن خفضت عطفته على نار واحتجت إلى الاحتيال وذلك أن أكثر أهل التفسير منهم ابن عباس يقولون الشواظ اللهب والنحاس الدخان فإذا خفضت فالتقدير شواظ من نار ومن نحاس والشواظ لا يكون من النحاس كما أن اللهب لا يكون من الدخان إلا على حيلة واعتذار والذي في ذلك من الحيلة وهو قول أبي العباس محمد بن يزيد أنه لما كان اللهب والدخان جميعا من النار كان كل واحد منهما مشتملا على الآخر وأنشد للفرزدق
( فبت أقد الزاد بيني وبينه ** على ضوء نار مرة ودخان ) فعطف ودخان على نار وليس للدخان ضوء لأن الضوء والدخان من النار وإن عطفت ودخان على ضوء لم تحتج إلى الاحتيال وأنشد غيره في هذا بعينه
( شراب ألبان وتمر وأقط ** ) وإنما الشروب الألبان ولكن الحلق يشتمل على هذه الأشياء وقال آخر

__________


الصفحة التالية
Icon