٨ في موضع نصب على الحال والمعنى أي شيء لكم إن كنتم تاركين الإيمان ( والرسول يدعوكم ) قد أظهر البراهين والحجج ( لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم ) قال الفراء القراء جميعا على ( وقد أخذ ميثاقكم ) قال ولو قرئت ( وقد أخذ ميثاقكم ) لكان صوابا قال أبو جعفر هذا كلامه نصا في كتابه وهو غلط وقد قرأ أبو عمرو ( وقد أخذ ميثاقكم ) غير أن أبا عبيد قال والقراءة عندنا هي الأولى ( وقد أخذ ميثاقكم ) لأن الأمة عليها ولأن ذكر الله جل وعز قبل الآية وبعدها قال أبو جعفر أما قوله لأن الأمة عليها فحجة بينة لأن الأمة الجماعة وأما قوله لأن ذكر الله عز وجل اسمه قبل الآية وبعدها فلا يلزم لأنه قد عرف المعنى وللعلماء في أخذ الميثاق قولان أحدهما أنه أخذ الميثاق حين أخرجوا من ظهر آدم ﷺ بأن الله عز وجل ربهم لا إله لهم سواه وهذا مذهب العلماء من أصحاب الحديث منهم مجاهد والقول الآخر أنه مجاز لما كانت آيات الله جل وعز بينة والدلائل واضحة وحكمته ظاهرة يشهد بها من رآها كان علمه بذلك بمنزلة أخذ الميثاق منه ( إن كنتم مؤمنين ) قيل المعنى إن كنتم عازمين على الإيمان فهذا أوانه لما ظهر لكم من البراهين والدلائل ويدل على هذا أن بعده هو الذي ينزل على عبده آيات بينات
٩ أي من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان كما قال مجاهد من الضلالة إلى الهدى ( وإن الله بكم لرءوف رحيم ) أي حين بين لكم هداكم

__________


الصفحة التالية
Icon