ينتصر منه من عاقبه ( الجبار ) فيه أربعة أقوال قال قتادة الجبار الذي يجبر خلقه على ما يشاء قال أبو جعفر وهذا خطأ عند أهل العربية لأنه إنما يجيء من هذا مجبر ولا يجيء فعال من أفعل وقيل جبار من جبر الله خلقه أي نعتهم وكفاهم وهذا قول حسن لا طعن فيه وقيل جبار من جبرت العظم فجبر أي أقمته بعد ما انكسر فالله تعالى أقام القلوب لتفهمها دلائله وقيل هو من قولهم تجبر النخل إذا علا وفات اليد كما قال
( أطافت به جيلان عند قطاعه ** وردت عليه الماء حتى تجبرا ) فقيل جبار لأنه لا يدركه أحد ( المتكبر ) أي العالي فوق خلقه ( سبحان الله عما يشركون ) نصبت سبحان على أنه مصدر مشتق من سبحته أي نزهته وبرأته مما يقول المشركون وهو إذا أفردته يكون معرفة ونكرة فإن جعلته نكرة صرفته فقلت سبحانا وإن جعلته معرفة كما قال
( أقول لما جاءني فخره ** سبحان من علقمة الفاخر )
٢٤

__________


الصفحة التالية
Icon