والإدغام في هذا أولى لقرب اللام من الراء وترك الإمالة أولى لأنه لا ياء فيه ولا كسرة وإنما الإمالة محمولة على المعنى لأنه من ران يرين مشتق من الرين كما قرىء على إبراهيم بن موسى عن إسماعيل عن عارم قال سألت الأصمعي عن حديث النبي ﷺ إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله عز وجل مئة مرة فقال التوقي في الكلام في حديث رسول الله كالتوقي في القرآن ولكن العرب تسمى الغيم إذا كان دون الغيم رقيقا الغين والرين قال أبو جعفر فهذا الإعراب والاشتقاق فأما المعنى فقال فيه مجاهد للقلب أصابع فإذا أذنب عبد انقبض منها اصبع ثم إن أذنب انقبضت منها أخرى حتى تنقبض كلها ويطبع على قلبه فلا ينفع فيه موعظة قال أبو جعفر وأولى ما قيل في هذا ما صح عن النبي ﷺ كما قرىء على أحمد بن شعيب عن قتيبة عن الليث عن محمد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي قال إذا أخطأ العبد خطيئة وكت في قلبه وكتة يعني سوداء فإن نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى يعلو قلبه فذلك الرين الذي ذكره جل وعز ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
١٥
في معناه قولان أحدهما أنه دل بهذا على أن المؤمنين لا يحجبون عن النظر إليه جل وعز قال أبو جعفر وقد ذكرنا ما قاله مالك بن أنس في ذلك وسئل الشافعي رحمه الله عن النظر إلى الله جل وعز يوم القيامة فقال يدل عليه ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) والقول الآخر أن التقدير