غثاء أحوى يقول هشيما متغيرا
فيه قولان أحدهما فلا تترك والآخر أن يكون من النسيان فهذا أولى لأن عليه أهل التأويل قال مجاهد كان النبي ﷺ يقرأ في نفسه لئلا ينسى وقال عبد الله بن وهب حدثني مالك بن أنس في قوله ( سنقرئك فلا تنسى ) قال تحفظ إلا ما شاء الله والمعنى في القولين جميعا فليس تنسى وهو خبر وليس بنهي ولا يجوز عند أكبر أهل اللغة أن ينهى إنسان عن أن ينسى لأن النسيان ليس إليه
في موضع نصب على الاستثناء وفي معناه أقوال فعلى الجواب الأول لست تترك شيئا مما أمرك الله به إلا ما شاء الله جل وعز أن ننسخه فيأمرك بتركه فتتركه وقيل فلست تنسى إلا ما شاء الله أن تنساه ولا يشاء الله أن تنسى منه شيئا وهذا قول الفراء وشبهه بقوله ﴿ خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ﴾ وقيل المعنى فلست تنسى إلا ما شاء الله مما يلحق الآدميين وقيل لست تنسى إلا ما شاء الله أن يرفعه ويرفع تلاوته فهذه أربعة أجوبة وجواب خامس أن يكون المعنى فجعله غثاء أحوى إلا ما شاء الله والله أعلم بما أراده ( إنه يعلم الجهر ) أي ما ظهر