ومما يضيء سناه ابتهاجاً، والصدرانشراحاً، ما يحصل للمتدبر للقرآن قديماً وحديثاً، وما يحكيه واقعنا المعاصر ممثلاً بالحلقات القرآنية، والصروح الإيمانية، من تلك النماذج من الشباب الذين يصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم(سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله٠٠)وذكر منهم(شاب نشأ في طاعة الله) ومن أعظم أنواع الطاعات الإنشغال بالذكر ومن أعظم الذكرتلاوةكلام رب البرية، فترى هؤلاء الشباب هم من أحسن الناس سلوكاً، وأبعد الناس عن سلوك طرق أهل الغواية، فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته إذاهم تدبروا آياته واستمسكوابه وعملوا بما فيه، ويشرف بأهل القرآن من يسعى جاهداً لخدمتهم وتقديرهم من القائمين على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، وهمه خدمة أهل القرآن معلمين وطلاباً نسأل الله أن يزيدهم توفيقاً وسداداً ٠
المبحث الثالث: الآثار الأمنية٠
الأمن مطلب البشرية جمعاء، بل الخلائق أجمع، كلُ يطمح إلى مكان آمن، فالإنسان يتمنى المكان الآمن له ولمن يعول، والطير يبني عشه لأجل أن يأمن فيه مع فراخه، والحيوان من بهيمة الأنعام في حضيرته، فكل الخلائق تسعى إلى أن يكون لها المكان الآمن، فمن ذا الذي يؤمن الخلائق غير خالقها، ومن ذا الذي ييسر سبل الأمن والأمان إلا خالق الأنام سبحانه وتعالى، ،
وإن من أعظم مقومات الأمن والأمان هو الإيمان برب العباد، والتمسك بشرائع الإسلام ظاهرا وباطنا، قال ربنا عزوجل ؟ الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون؟ (١)
عندما نزلت هذه الآية شق ذلك على الناس، وقالوا يارسول الله : أينا لم يظلم نفسه، فقال :(( إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعواما قال العبدالصالح ﴿ يا بني لاتشرك بالله إن الشرك لظلمُ عظيم ﴾ إنماهو الشرك٠فمن أشرك بالله في العبوديه، وعبد غير الله، وعمل لأجل الناس، فذلك قد ظلم نفسه، وليس له أمن ولا أمان من رب العباد، ،

(١) سورة الأنعام آية(٨٢)٠…


الصفحة التالية
Icon