أ- وصف الله قتل القاتل حياة للناس، وقد أخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله ؟ ولكم في القصاص حياة ؟ (١) يعني نكالا وعظة إذا ذكره الظالم المعتدي كف عن القتل، وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال جعل الله هذا القصاص حياة وعبرة لأولي الألباب وفيه عظة لأهل الجهل والسفه كم من رجل قد هم بداهية لولا مخافة القصاص لوقع بها ولكن الله حجز عباده بها بعضهم عن بعض وما أمر الله بأمر قط إلا وهو أمر إصلاح في الدنيا والآخرة وما نهى الله عن أمر إلا وهو أمر فساد والله أعلم بالذي يصلح خلقه(٢)٠
ب- أمر الله سبحانه بقطع يد السارق والسارقة في قوله سبحانه ؟ والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزآء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ؟ (٣)
وعن عروة عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها قالوا من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله ﷺ فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها "(٤) وهذه النصوص الربانية فيها من الحكم العظيمة، والغايات النبيلة مايعجز المقام لذكرها حصراً، وما أحسن ماذكره الشنقيطي رحمه الله عند شرحه لهذه الآية الكريمة، فقد قال :

(١) …سورة البقرة آية(١٧٩)
(٢) …الدر المنثور ج١/ص٤٢١
(٣) سورة المائدة آية(٣٨)…
(٤) …سنن النسائي (المجتبى) ج٨: ص٧٤


الصفحة التالية
Icon