وحسب هذه النظرية فإن الانفعال يتقرر عن طريق النشاط المعرفي الناتج عن المثير الذي أحدث التغيرات الفسيولوجية والعضلية والموقف البيئي الكلي الذي تحدث فيه. وعليه فإن شعور الإنسان بالانفعال يكون نتاج تفسيره للموقف المثير للانفعال (موسى، ١٤٠٥هـ: ٣٣٣- ٣٤٢ )،(راجح، ١٩٩٩م: ١٥٨-١٦٢)،(نجاتي، ١٤٢٠هـ: ١٢٤-١٢٦).
د- نظرية تومكينز في التغذية الرجعية من تعبيرات الوجه : يرى تومكينز أن التغيرات الفسيولوجية الداخلية وتعبيرات الوجه مصاحبة بطريقة فطرية لبعض الانفعالات الأساسية مثل الخوف والحزن والسعادة والخوف والغضب، ويعني ذلك أنه إذا حدثت تعبيرات الوجه التي تميز انفعالا معينا، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث الاستجابات الفسيولوجية الداخلية المصاحبة لهذا الانفعال، وإلى الشعور بالخبرة الانفعالية(نجاتي، ١٤٢٠هـ: ١٢٦-١٢٧).
٧- آثار ونتائج الانفعالات :
إن السيطرة على الانفعالات وضبطها وتربيتها ضرورة ومطلب للحياة السوية والصحة النفسية لأي أحد من بني البشر فالانفعالات طاقة نفسية تؤثر في جميع أنشطة الإنسان ويبرز ذلك فيما يلي :
الانفعال يؤثر في السلوك : حيث يعتبر الانفعال من أهم الدوافع الشعورية فحالات الخوف أو الغضب أو الحسد أو الفرح أو المحبة هي في حقيقتها حالات من التوتر النفسي القوي أو الضعيف الذي يدفع صاحبه إلى سلوك يضمن له إشباع ذلك الدافع لتخفيف شدة ذلك التوتر وتنفيس طاقته.
الانفعال يؤثر في التفكير : الانفعال هو طاقة مخزونة تندفع في توتر نحو إشباع عاجل تناله. وهذه الطاقة هوجاء لا تريد إلا التحرك والإشباع العاجل وبأقصر طريق. ولهذا الاندفاع الأعمى الأهوج أثره البعيد في سلامة التفكير ومستواه. وكلما كان الانفعال أكثر هيجانا كان مستوى التفكير أكثر بدائية وضعفا.


الصفحة التالية
Icon