حب الله تعالى ورسوله ﷺ.
ذروة الحب وأكثره صفاء ونقاء هو حب الله فهو الرباط الوثيق الذي يربط الإنسان بربه، وهو الأساس الذي يبني عليه صرح شخصيته ويسمو بأخلاقها ويقّوم ما يصدر عنها من سلوك.
قال تعالى : قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( سورة آل عمران الآية : ٣١) يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي :" وهذه الآية فيها وجوب محبة الله وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها. وهذه المرتبة العالية لا يكفي فيها مجرد الدعوى بل لا بد من الصدق فيها. وعلامة الصدق إتباع رسوله ﷺ في جميع أحواله، من أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهر والباطن. فمن اتبع الرسول ﷺ دل على صدق دعواه محبة الله تعالى، وأحبه الله وغفر له ذنبه، ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته(السعدي، ١٤٢٢هـ: ١٣٣). وعليه فإن حب الله سبحانه وتعالى ينمي انفعال حب رسوله ﷺ وهو من لوازم الإيمان بالله والشعور به والاطمئنان، ويتطلب ذلك أن يتخذ كل مؤمن من الرسول ﷺ المثل الأعلى وأن يقتدي به في جميع أقواله وأعماله، ويهتدي بسيرته المباركة قال تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (سورة الأحزاب الآية: ٢١). وحينما يخلص الإنسان في حبه لله يصبح هذا الحب القوة الدافعة الموجهة له في حياته، وتخضع كل أنواع الحب الأخرى لهذا الحب، ويصبح إنسانا يفيض بالحب للناس وجميع مخلوقات الله والكون بأسره إذ يرى في كل الموجودات من حوله آثار ربه الذي تشده إليه أشواقه الروحية وتطلعاته القلبية(نجاتي، ١٤٠٩هـ: ٨٥) وحب المؤمن لربه يجب أن يفوق أي نوع من أنواع الحب الأخرى قال تعالى : قُلْ إِن