٢- انفعال الفرح: الفرح من الانفعالات الإنسانية الفطرية التي لابد أن تنتاب كل أحد في فترة من فترات حياته بأيامها وساعاتها قال تعالى : وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ( سورة النجم الآية : ٤٣ )، لقد بين لنا القرآن الكريم المنهج السليم الذي يجب أن يقوم عليه الفرح لدى الفرد، فالفرح أمر نسبي يتوقف على أهداف الإنسان في الحياة، فمن كان هدفه الحصول على شيء من متاع الدنيا فقط وهذا حال الكثيرين ومنهم الكفار، كان نجاحه في تحقيق أهدافه باعثا على فرحه وسروره قال تعالى: وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ( سورة الرعد الآية : ٢٦)، وهذا النوع لا ينعم في الواقع بالحياة السعيدة المطمئنة المستقرة، فإذا أنعم الله عليه بنعمة الصحة وسعة الرزق ووفرة المال شعر بالفرح والسعادة، وإذا ما أصابه ضرر أو بلاء وفقد بعض النعم التي كان يتمتع بها أوعجز عن تحقيق هدف يأمل به تملكه الاكتئاب واليأس والاضطراب وجحد بالنعم الأخرى (نجاتي، ١٤٠٩ هـ: ٨٦ -٨٧). وهكذا يعيش هذا النوع في هم وغم وكآبة وقلق أغلب أوقاته، الشاهد قوله تعالى: وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإنسان مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌOوَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (سورة هود الآية : ٩– ١٠).