٤- انفعال الزهو والعجب والكبر: الزهو هو الإعجاب بالنفس والتعاظم والكبرياء. والعجب ظن كاذب بالنفس باستحقاق مرتبة غير مستحقة لها وحقيقة على من عرف نفسه أن يعرف كثرة العيوب والنقائص التي تعتريها فإن الفضل مقسوم بين البشر لا يكمل الواحد منهم إلا بفضائل غيره، وكل من كانت فضيلته عند غيره فواجب عليه أن لا يجب نفسه (الزعبلاوي، د. ت: ١٣٠-١٣١ ). والكبر : انفعال ناتج عن غريزة حب السيطرة (الرشودي، ١٤٢٠هـ: ٢٥٤). وقد ذم القرآن الكريم الزهو والكبر والتعالي على الناس ومعاملتهم في تحقير واستكبار. قال تعالى : وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (سورة الإسراء الآية : ٣٧ ) وقال تعالى : وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (سورة لقمان الآية : ١٨ ) وقال تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ (سورة المنافقون الآية : ٥ ). ولعل في شخصية فرعون النموذج الأبرز للزهو المتطرف والتكبر والتعالي الإنساني. قال تعالى : فَحَشَرَ فَنَادَىO فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (سورة النازعات الآية : ٢٣-٢٤ ). وقال تعالى : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (سورة القصص الآية : ٣٨ )، وقال تعالى : وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (سورة الزخرف الآية : ٥١).