بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (سورة الأعراف الآية : ١٥٠ ) وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (سورة الأعراف الآية : ١٥٤ ). لقد أكد القرآن الكريم أن الغضب حالة طارئة يحركها موقف مناف للرغبة أو ما يعوق تحقيقها وأن من رحمة الله تعالى أن لا تدوم انفعالات الغضب طويلا فلو أنها كانت تدوم لانقرض المخلوق الإنساني أو على الأقل تتعطل مسيرة الحياة، وما أراد الله لها أن تدوم، فالله سبحانه وتعالى يعلم طبيعة الإنسان وما يحدث له من التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للانفعال كاضطراب التنفس وسرعة ضربات القلب وارتفاع نسبة الأدرينالين الذي يؤثر على الكبد ويضطره لإفراز كميات كبيرة من السكر ليحافظ على مستوى الاتزان في الجسم ليتهيأ لبذل المجهودات المضادة لدفع موضوع الانفعال، ودائما يلاحظ على الإنسان عقيب الانفعال شيء من الإعياء نتيجة كثرة احتراق الطاقة الداخلية (الزعبلاوي، د. ت: ٢٨٨). إن سكون الجسم بعد مدة قصيرة من الانفعالات أثبتها القرآن الكريم ضمن حقائقه الثابتة، والتي قد اكتشفها علماء النفس حديثا حيث ظهر لهم أهمية سكون الجسم بعد الانفعال وعودته إلى حالته الطبيعية وأن الإنسان يمكنه أن يقوم بأنماط سلوك أخرى طبيعية (الزعبلاوي، د. ت: ٢٨٦)