نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن : فعن أسيد بن حضير رضي الله عنه قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى يراها، فلما أصبح حدث النبي ﷺ فقال " اقرأ ابن حضير، اقرأ ابن حضير " قال : فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى، وكان منها قريبا، فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال :" ولا تدري ما ذاك ". قال : لا، قال " تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها، لا تتوارى منهم "٠(البخاري، د. ت، رقم الحديث٥٠١٨، ص: ٩٩٧)، تعتبر السكينة مطلبا وهدفا، فهي مطلب لكل مضطرب انفعالي، وهي هدف تسعى لاكتسابها كل نفس. إن ذلك يمثل دعوة سامية لتحقيق الصحة النفسية ومعالجة اضطرابات النفس الإنسانية بالقرآن الكريم و حسن تلاوته، وتدبره والعمل به كمنهج حيوي لا غنى للإنسانية عنه.