إن إدراك المعلم المربي لتلك الأسباب عامل معزز لقدرته في تفسير حدوث انفعالات المتعلمين لديه، ومساعدتهم في السيطرة عليها وضبطها وتهذيبها من خلال تكرار مثيراتها وظروف تشكلها وتخليصها من عيوبها.
عناصر الحالة الانفعالية ( مكونات وعناصر الانفعال ) :
لمعرفة كيفية تكون الانفعال لابد من استعراض تحليلي لجوانب الانفعال نفسه والتي تتمثل فيما يلي:
جانب المثير الذي يسبب الانفعال سواء أكان داخليا في الإنسان كألم في المعدة أو وجع في الأضراس أو تذكر حادثة ماضية تؤلمه وقد يكون المثير خارجيا كرؤية وحش كاسر مفترس هائج قادم نحو الإنسان أو إحاطة نار بالفرد.
جانب شعوري شخصي ذاتي في تكوين الإنسان نفسيا.. فهو يشعر باضطراب انفعالي. ويكون هذا الاضطراب شعوريا يحسه الفرد أول الأمر ويمكن أن يدركه عن طريق التأمل الباطني إذا كان الشعور معتدلا.. أما إذا تطرف الانفعال فقد يفقد الفرد الوعي الكافي أو التوازن الإدراكي.
جانب تعبيري ظاهري خارجي مما يصدر عن المنفعل من كلمات وحركات وإشارات وتعبيرات في قسمات الوجه وما إليه.. وهذا الجانب يساعدنا في معرفة الانفعال عند الآخرين من الناس.. قياسا مع أنفسنا.
جانب عضوي داخلي في أحشاء الإنسان المنفعل.. في تغيرات هامة في نشاط القلب والدم والتنفس والضغط والغدد.. وهذا جانب يمكن ملاحظته بأجهزة علمية متخصصة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجوانب في تحليل الانفعال هي جوانب متفاعلة يؤثر بعضها في بعض كما يتأثر بها ؛ لأن الإنسان وحدة متكاملة فهو كله الذي يفرح أو يبكي. وهو كله الذي يغضب أو يرضى ويحب أو يكره (الهاشمي، ١٤٢٣هـ: ١٦٦-١٦٧).
ويرى أبو حامد الغزالي أن عناصر الانفعال " الهيجان " ثلاثة : الإنسان، المثير، الاستجابة ) :
الإنسان : يتوقف انفعال الإنسان على أربعة عوامل هي :


الصفحة التالية
Icon