فالطريقة هي المهمة، كما أن الوسيلة معتبرة في جميع الأمور فهي لا تبرر الوسيلة، ففي تفسير القرآن ليس المعيار صواب التفسير أو خطؤه لكن كيف يصل إلى هذا التفسير، هل وصل إليه عن طريقة العلم أو طريقة الجهل أو التخمين ؟ هل وصل إليه بعد قراءة كتب التفسير الكثيرة قديما و حديثا ؟ أو وصل إليه فقط بعلم زهيد من اللغة و صاحبه الجرأة على الكلام في كتاب الله مع الهوى اعتمادا بالتحزير و التنجيم ؟ فتعالى الله أن يكون كلامه ميدان التنجيم و مجال التخمين.
الفصل الرابع : التفسير الموضوعي
من أنواع التفسير الذي سلكه العلماء قديما و حديثا هو التفسير الموضوعي، و يحسن لي قبل البدء في الحديث عن التجارة في القرآن أن أمهد بشيء من الإيجاز عن هذا النوع من التفسير في معناه و خصائصه، و طريقة البحث فيه.
التعريف
التفسير الموضوعي هو إفراد الآيات القرآنية التي تعالج موضوعا واحدا وهدفا واحدا، بالدراسة والتفصيل، بعد ضم بعضها إلى بعض، مهما تنوعت ألفاظها، وتعددت مواطنها - دراسة متكاملة مع مراعاة المتقدم والمتأخر منها، والاستعانة بأسباب النزول، والسنة النبوية، وأقوال السلف الصالح المتعلقة بالموضوع (١).
مميزات التفسير الموضوعي
و لهذا النوع من التفسير خصائص و مميزات من أهمها (٢):
أنه تفسير للقرآن بالقرآن.
الوقوف على عظمة القرآن الكريم من خلال مواضيعه المتنوعة والتعرف على تشريعاته النيرة والمتعددة.
الهداية الربانية من خلال المواضيع المختلفة.
التخلق بأخلاق القرآن والانتفاع به من حيث زيادة الإيمان.
التمكن من فهم القرآن الكريم فهما جيدا.
جمع الآيات المتناثرة في القرآن ذات الموضوع والهدف الواحد في مكان واحد ثم دراستها دراسة متكاملة.
(٢) المرجع السابق، يتصرف يسير، ص ٢ - ٣