وفي هذا قال السيوطي(١) :( اعلم أن للناس في المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة: أشهرها أن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعدها سواء نزل بمكة أم بالمدينة عام الفتح أوعام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار ) (٢).
و بالنسبة إلى الآيات التي فيها كلمة التجارة، فمعظمها في سور مدنية، إلا سورة فاطر. فالسور المدنية هي : البقرة، و النساء، و التوبة، و النور، و الصف، و الجمعة. و المكية هي : فاطر، أما سورة الصف فمختلف فيها بين كونها مكية أو مدنية (٣).
فالتجارة كثر ذكرها في السور المدنية لعل السر في ذلك تثبيت المؤمنين التجار على أنها وسيلة من الوسائل المهمة في الجهاد حيث لا تشغلهم عن الغاية الأسمى و الأهم ألا وهي ذكر الله و عبادته.
المطلب الثاني : التقسيم من حيث سبب النزول
أكثر القرآن نزل بدون سبب، وفي هذا القسم أحاول أن أميز بين الآيات التجارية التي نزلت بسبب من التى نزلت بدون سبب. فإن معرفة سبب النزول يعين على فهم الآيات. ومن حكمته كذلك بيان الحكمة التي دعت إلى تشريع حكم من الأحكام و إدراك مراعاة الشرع للمصالح العامة في علاج الحوادث رحمة للأمة (٤).
من ثماني آيات التي ذكرت التجارة ثلاث منها لها سبب النزول، و هي الآية التي في سورة التوبة، و الصف، و الجمعة. و لم أجد للآيات الأخرى سببا النزول

(١) جلال الدين السيوطي هو جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين الخضيري الأسيوطي الشافعي ولد سنة ٨٤٩ هـ / ١٤٤٥م وتوفي سنة ٩١١هـ / ١٥٠٥ من كبار علماء المسلمين. من ويكيبيديا
(٢) جلال الدبن السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، ج ١ ص ٢٣، المكتبة العصرية، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، سنة الطبع، ١٤٠٨ - ١٩٨٨.
(٣) مناع القطان، مباحث في علوم القرآن، ص ٥٠، مكتبة وهبة، الطبعة الحادية عشرة، سنة ٢٠٠٠.
(٤) المرجع السابق، ص ٧٥.


الصفحة التالية
Icon