موضوع التجارة ليس بالموضوع الجديد، فهو من الموضوعات الشيقة و الجذابة، لذا فإني لا أحزم أن أحدا قبلي لم يكتب في الموضوع، و لقد ذكرت أنني قرأت ذات مرة في القراءة العابرة، - و لم أذكر بعد - أن هناك كتابين بالعربية تكلما عن التجارة هما : التجارة في ضوء الكتاب و السنة، و التجارة في الإسلام.
و لم أحصل على الكتابين و لم أعرف المؤلف كذالك، حتى إذا حصلت فإن الكتابين - كما أظن - لم يركزا على الآيات التجارية و إنما على سبيل العموم و الله أعلم بالصواب.
أسباب اختيار الموضوع
الذي يدفعنا إلى اختيار الموضوع ما نراه الآن من أزمات و مشاكل التي واجهت الأمة المسلمة في مجال الاقتصاد والمال و التجارة على وجه الخصوص نتيجة سيطرة الرأسماليين و قلة التجار المسلمين، وباختصار أختار الموضوع للأسباب التالية :
حضور هذا الموضوع في القرآن الكريم، فقد لفت انتباهي الآيات التي تذكر عن التجارة فأردت أن أبرز هذا الموضوع القرآني من خلال هذه الآيات.
الرغبة في تأصيل هذا الموضوع من وجهة نظرة قرآنية خالصة
إقبال الكثير من الناس على التجارة المادية بحتة و حافزهم الحصول بقدر ممكن على أكبر العائد المادي، مع عدم مبالاتهم أحيانا بالأهداف و الوسائل.
التذكير و التشجيع في نفس الوقت على أهمية التجارة لمواصلة الحياة و مواكبة التحديات معا.
محاولة إضافة جديدة لمعنى الجديد للتجارة، حتى لا يغفل التجار الهدف الرئيسي من تجارتهم.
أهداف الموضوع و أغراضه
التأصيل للتجارة من منظور قرآني، فإن القرآن هو الأساس و عليه و على هديه يصبح الأمر موفقا مستقيما و محبوبا عند الله تعالى.
إظهار المفهوم التجارة الشاملة، لا مجرد المادة، حيث يهتم كثير من الناس إلى التجارة المادية القاصرة، غافلين التجارة الحقيقية مع ربهم.
بيان بالوسائل و الكيفيات في التجارة مع الله، مع إبراز السلع و المرابح من هذه التجارة.