أما الإيمان بالله الإيمان بالله سبحانه وتعالى: هو التصديق الجازم بوجود الله وربوبيته - جل وعلا - واتصافه بكل صفات الكمال، ونعوت الجلال، واستحقاقه وحده العبادة، واطمئنان القلب بذلك اطمئناناً تُرى آثاره في سلوك الإنسان، والتزامه بأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه، وهو أساس العقيدة الإسلامية ولبها؛ فهو الأصل، وكل أركان العقيدة مضافة إليه، وتابعة له. فالإيمان بالله تعالى يتضمن الإيمان بوحدانيته، واستحقاقه للعبادة؛ لأن وجوده - جل وعلا - لا شك فيه ولا ريب، وقد دل على وجوده سبحانه وتعالى: الفطرة، والعقل، والشرع، والحس. (١)
هذا الإيمان بالله هو الذي يحرك هؤلاء المؤمنين التجار (مع الله) و يحفزهم إلى عرض سلعهم في أحسن الوجوه و الصورة ولا يخافون في تجارتهم البوار و الكساد، و كيف تكسد إذا كانت هذه التجارة قد ضمن المشتري بشرائها في قوله.... لن تبور (فاطر). و الشعور بالأمان من هذا البوار هو نتيجة الإيمان بالله، فما الأمان إلا بالإيمان، كما قال تعالى :
الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢).
السلعة الثانية : الإيمان بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم
هو أن يصدق المؤمن التاجر ما أخبره الرسول ﷺ، لأنه مأمور من عند الله أن يبلغ إلى الناس أوامر الله و نواهيه. و الإيمان بالنبي عليه الصلاة و السلام من مقتضى الإيمان بالله تعالى، لأنه قارن الأمر بالإيمان به مع رسوله و هو محمد صلى الله عليه و سلم، في قوله :
فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٣).

(١) المرجع السابق، ٦٤
(٢) الأنعام : ٨٢
(٣) التغابن : ٨


الصفحة التالية
Icon