عن أبي هريرة رصي الله عنه أنه سمع النبي ﷺ يقول :" ما أذن الله لشئ ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن "، ومعنى : أذن. أي : استمع، وأخرج ابن ماجه عن فضالة بن عبيد قال : قال رسول الله ‘ :" لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته "، وعن عبد الله بن المبارك قال : سألت سفيان الثوري قلت : الرجل إذا قام إلى الصلاة أي شئ ينوي بقراءته وصلاته ؟ قال : ينوي أنه يناجي ربه "، وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن البياضي أن رسول الله خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه عزوجل فلينظر ما يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"فالمسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر هذا المقصد العظيم لكي يشعر بلذة القراءة حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ ويمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين. إن أحدنا لو ظن أن رئيسه، أو والده أو أميرا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات ومافي الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. فالقارئ يستشعر أنه يخاطب الله مباشرة والله تعالى يسمعه، فإذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بآية فيه وعيد استعاذ، وإذا مر بسؤال سأل.
تلاوة القرآن بقصد الثواب