و الجهاد مستمر إلى أن يرث الأرض و من عليها بجميع صوره، وهذا من مميزات هذا الدين، فإنه لن يترك الجهاد إلا و يذهب الإسلام لأن الجهاد هو الذي يحمي و يحفظ هذا الدين، كما قال النبي ﷺ : عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال : قلت : يا رسول الله ! أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال :(( لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير علي من يسره الله عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت )) ثم قال :(( ألا أدلك علي ابواب الخير ؟ : الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل )) ثم تلا :﴿ تتجافي جنوبهم عن المضاجع ﴾ حتى بلغ ﴿ يعملون (١)﴾، ثم قال :(( ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قلت : بلي يا رسول الله، قال :(( رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد... إلخ (٢).
ومن نوع الجهاد كذلك الجهاد الاقتصادي، و من أسلحته (٣):
التضحية بالمال، وذلك لتمويل شراء السلاح و للإنفاق منه على شؤون الجهاد و المجاهدين الأخرى.
المقاطعة الاقتصادية، و تهدف إلى اقتصاد العدو الصهيوني ومن على شاكلتهم و تقوية اقتصاد الأمة الإسلامية حتى لا تكون عالة على أعدائها، و يضاف إلى ذلك الإضرار بالمصالح الاقتصادية للعدو و بكافة الوسائل و تدميرها و تحريض العالمين في كل مكان على عدم التعاون معه.

(١) السجدة : ١٦ – ١٧
(٢) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، باب ما جاء في حرمة الصلاة، الحديث رقم ٢٥٤١
(٣) د. حسين حسين شحاته، الجهاد الاقتصادي فريضة شرعية و ضرورة إيمانية، ص ٥، الطبعة الثالثة ١٤٢٣ – ٢٠٠٢... ، التوزيع المؤلف.


الصفحة التالية
Icon